الثلاثاء، 29 يناير 2008

الله يخرب بيتك يا محسن

واحد موظف داخل السوق يشترى اى حاجة ياكلها سأل كيلو اللحمة بكم قاله الجزار 30 جنية
اعد يدعى الله يخرب بيتك يا محسن ياللى مغلى العيشة علينا
سأل كيلو السمك بكام قلة بتاع السمك 15 جنية
اعد يدعى الله يخرب بيتك يا محسن ياللى مغلى العيشة علينا
سأل بكام الفرخة قلة بتاع الفراخ 10 جنية
اعد يدعى الله يخرب بيتك يا محسن ياللى مغلى العيشة علينا
واحد مخبر سمعه قبض عليه وأخذه على القسم ودخل على الضابط
قله تمام يا فندااام الضابط سأل: ماسك الراجل ده ليه؟!!
قله ده مش عارف اسم الريس يا فندااااام!!!

هدف أبو تريكة


أبوتريكة يسجل هدف التعاطف مع غزة

أحمد الخميسي




قام محمد أبو تريكه لاعب كرة القدم المصرية المعروف ، ونجمها اللامع أثناء مباراة مصر والسودان في دورة كأس أفريقيا برفع " فانلة " اللعب الحمراء التي كان يرتديها ليظهر للعالم كله من تحتها فانلة أخرى بيضاء مكتوب عليها بالعربية والإنجليزية " تعاطفا مع غزة " ! مستهينا بإمكانية أن يتخذ اتحاد الكرة الأفريقي قرارا بوقفه عن اللعب نظرا لمنع الشعارات السياسية خلال المباريات ، ومستهينا بإمكانية أن يخسر فريقه بخروجه من المباريات كأس أفريقيا ، ومستهينا بكل ما قد يعرضه له موقفه من غضب أو استياء رسمي . وبذلك سجل أبو تريكة أجمل أهداف حياته كلها ، لأنه الهدف الذي احتشد فيه تأييد الشعب المصري كله لنضال شعب فلسطين البطل وصمود غزة . هدف لم يسجله أبو تريكة بقدمه بل برأسه وبقلبه وباعتزازه بكرامته كمواطن مصري. إنه الهدف الذي اجتمعت فيه جنبا إلي جنب كل صفات اللاعب الماهر الفنان مع صفات المواطن الحقيقي . وأثبت " أبو تريكة " لمئات الآلاف من محبي كرة القدم الذين تابعوا المباراة أن الأمر " ليس لعبة " ، وأن تحت سطح كل ما يبدو مألوفا ، ثمة قلب آخر ، ونبض آخر ، تحت سطح لشوارع مصر الهادئة ، وتحت سطح منازلها الساكنة ، وتحت مظهر البشر الاعتيادي ، توجد قضية أخرى ، لأن الأمر " ليس لعبة " . فلا حصار الفلسطينيين ، ولا تجويعهم ، ولا كل مساعي الإبادة المستمرة يمكن أن تمر هكذا من دون أن تؤرق مصر ، ومن دون أن تثير غضبها وتعاطفها مع غزة . سجل أبو تريكة هدفا بأقدام مصر كلها، بتأييدها لحق فلسطين في التحرر ، بعدائها لإسرائيل والصهيونية ، بإدراكها أن كل حديث عن السلام هو أوهام ، وأنه لا خلاص لمصر من دون أن تتحرر من التبعية . لقد فزنا في المباراة في كل الأحوال ، وفزنا بكأس أفريقيا ، وبكئوس كل مباريات الكرة في العالم بمختلف أنواعها ، فالأمر " ليس لعبة " في نهاية المطاف .

حين ميسرة

الانحياز الفني في فيلم حين ميسرة
انزعج بعض الكتاب من فيلم حين ميسرة للمخرج المبدع خالد يوسف لأنه عرض واقع لم يخترعه الفيلم ولكنه قائم من خلال أكثر من 1300 تجمع عشوائي تضم أكثر من 20 مليون مواطن مصري لم يستطيعوا العيش في مساكن آدمية في ظل سياسات السوق الليبرالية المتوحشة وذلك وفق إحصائيات الحكومة المعلنة. لم ينزعج هؤلاء الكتاب من أفلام الأكشن والمغامرات ، ولم ينزعجوا من أفلام الكوميديا الهابطة والتفاهة لم يزعجهم كتكوت وبوحة ويا أنا يا خالتي ، لم يزعجهم كون غالبية الافلام يعيش أبطالها في فيلات لها حمام سباحة والآف المصريين يعيشون بلا صرف صحي أو مياه نقية ، لم يزعجهم أثاث شقق المسلسلات المصرية والصالونات التي تضم أربع غرف صالون ومستويين بسلم داخلي بينما مشروعات إسكان مبارك للشباب تقدم شقق 46 متر و60 متر وكل يوم تحفل الصحف بمشاكل العشوائيات.
إن الفن انحياز ولا يوجد شئ أسمه حيادية في الفن والثقافة لأننا نعيش في ظل مجتمع طبقي به سكان العشش الصفيح وسكان مارينا ودريم لاند ودماك ومدينتي به ركاب الهمر والشروكي وركاب الميكروباص والتوك توك .لم يزعج هؤلاء الكتاب صورة الحارة الشعبية المبتذلة في اللمبي وسيد العاطفي وخالتي فرنسا والشرشحة الشعبية فهذا هو نمط الفقراء الذي يريدون أن يسود السينما لتضحك الناس علي فقرها.ولكن خالد يوسف كسر القاعدة وخرج علي المألوف وأوضح انحيازه الذي أزعج فريق من كتاب البهوات وأصحاب الفيلات والشاليهات.
لقد أحبطني خالد يوسف في فلميه السابقين ويجا وخيانة مشروعة وشعرت بأنه استسلم لقيم السينما التجارية وشعرت بتكرار تجربة حسين كمال الذي قدم المعطف والمستحيل وقدم بعد ذلك أبي فوق الشجرة ولم يعود لسيرته الأولي ، كذلك المخرج أشرف فهمي الذي بدأ برائعة ليل وقضبان ثم استسلم لقوي السوق وكذلك سعيد مرزوق الذي قدم الخوف وزوجتي والكلب ثم استسلم وعشرات من المبدعين الذين قهرهم السوق الرأسمالي المتوحش والمقاومين لم نجد لهم إنتاج علي مدي أعوام فأين توفيق صالح وسيد سعيد وعلي بدرخان ؟!.ولأن خالد يوسف قاوم وصمد وعاد ليعبر عن هموم الفئات التي لا نراها علي الشاشة الفضية استحق كل هذا الهجوم لأنه ألقي حجر في الماء الراكد وأعلن انحيازه بوضوح فحقت عليه اللعنة. إن الكثير من سكان المدن الكبرى في مصر لم يتوقفوا عند التجمعات العشوائية التي يعبرون بها خلال ذهابهم وإيابهم ولا يعرفون طبيعة البشر الذين يعيشون فيها. ولقد استطاع خالد يوسف وباقتدار أن ينقل لنا جانب من حياة هؤلاء البسطاء ويقود اوركسترا سينمائي يقدم معزوفة ممتعة من الفن الصادق .
لقد نسي البعض أو تناسي مشاهد سقوط بغداد وكيف زحف الجياع نحو القصور الرئاسية والمتاحف في مشاهد لا تنسي ، المشكلة إن خالد يوسف يدق ناقوس الخطر لنستيقظ ونعرف أن لهؤلاء البشر حقوق لدينا جميعاً ومن قبلنا الدولة التي اكتفت بدور السمسار وتركت السوق لقوي البغي والاحتكار لتدهسنا تحت عجلاتها.لقد عرض الفيلم لحياة إنسانية لبشر بهم خير كثير وبهم شر كثير يعيشون واقع مرير ولا يملكون الخروج أو الفكاك منه وهي دعوة للتمرد علي هذا الواقع وتغيره وليس الاستسلام له كقدر حتمي ، لأن لهؤلاء البشر حقوق علي الدولة وحقوق علي أصحاب الضمائر الحية.وفي مشاهد رائعة رأينا كيف لسكان العشوائيات أن يفرحوا سواء في مشهد الاحتفال بالعيد عقب خروج البطل من السجن أو عند زواج عمرو عبد الجليل الثانية أو عندما سهر الأبطال يدخنون الحشيش الذي كان مفترض لعادل أن يبيعه .وعندما ركب عمرو سعد وعمرو عبد الجليل المرجيحة في مشهد طفولي رائع يرقي لمصاف مشاهد السينما العالمية ليذكرنا برباعية صلاح جاهين " أنا اللي بالأمر المحال اكتوي ، شفت القمر نطت لفوق في الهوا ، طلته مطلتش وأيه أنا يهمني وليه، مادام بالنشوي قلبي أكتوي" .إن الفقر ينتهك الفقراء وأجسادهم ذلك ما عبر عنه الفيلم سواء في حوار غادة عبد الرازق وسمية الخشاب حين قالت لها إنها لا تملك شئ تبيعه غير جسدها ، أو في مفاوضات الرجال مع الساقطة التي تبيع المتعة مقابل النقود ، ولقد قدم خالد يوسف مشاهد عبقرية ربط خلالها بين جسد سمية الخشاب واغتصابها وسقوط بغداد ليعرف الجميع أننا جميعاً منتهكون ومغتصبون وأن هناك قوة عاتية تستهدفنا جميعاً أفراداً وأوطاناً.ذلك ربما لم يغضب مهاجمي الفيلم أو لم يلحظوه؟!! كما أن الصراع علي السلطة بين النظام القائم والإسلام السياسي هو مجزرة الجميع فيها خاسر والضحية هم بسطاء هذا الوطن.لقد سقط عشرات الضحايا من رجال الشرطة ومن رجال الإسلام السياسي وكانت الأرض مليئة بالجثث والدم لتكثيف الإحساس بالخسارة للجميع. والحل هو إزالة العشش ليدفع الفقراء الثمن مضاعف.وتوقعت أن تهرب هالة فاخر وأسرتها كما يهرب الجميع وراء السراب الحكومي ولكن ما حدث مع عشش قلعة الكبش ودار السلام والحرية في بورسعيد جعلها تفضل الموت تحت جرافات الحكومة بدلاً من البحث عن الوهم ومعها كوم لحم ، كما أن بشاعة المشهد يعكس أن فقراء هذا الوطن هم الذين يدهسهم الصراع بين الحكومة والإسلام السياسي. لقد حشد الفيلم خلطة متكاملة من معاناة الفقراء سواء البطالة أو سكان العشوائيات أو أطفال الشوارع وكلها ظواهر نتحدث عنها منذ سنوات ونعاني منها ولكن خالد يوسف جسدها لنا في أشخاص من لحم ودم وكانت القسوة جزء من الحقيقة التي يريد البعض إلا يراها بالتغطية عليها.
عند نهاية الفيلم خفت من توجه الجميع إلي القطار وخفت أن يخذلني خالد يوسف ويلتقي عمرو سعد وسمية الخشاب ولكن توجه كل منهم لعربة مختلفة ووجود أبنهم الذي لم يروه وحفيدهم فوق سطح القطار جسد بعبقرية رائعة ضبابية المستقبل كلنا نركب قطار هذا الوطن في الدرجة الأولي أو السبنسة أو فوق السطح والمصير بأيدينا نحن نصنعه معاً هذه هي الرسالة التي وضعنا فيلم حين ميسرة أمامها.تحية إلي خالد يوسف الذي استعدناه في هذا الفيلم رغم أنني لا اعرفه وتحية لكل فريق العمل السيناريست ياسر عبد الرحمن والمبدع الرقيق رمسيس مرزوق والمهندس الفنان حامد حمدان الذي استطاع أن يجسد لنا بؤس الحي وعشوائية بناؤه وكل فريق الممثلين الذين نجحوا في نقلنا إلي عالم نمر عليه دون أن نتوقف أمامه ولكهم أجادوا باقتدار عمرو سعد وعمرو عبد الجليل واحمد بدير وهالة فاخر وسمية الخشاب والرائعة وفاء عامر وسوسن بدر وكل فريق العمل.لقد أجبرونا علي أن نفكر معاً في الحل من اجل مستقبل هذا الوطن.ومن اجل ألا نجد سكان العشوائيات يزحفون لتدمير كل شئ كما حدث يوم سقوط بغداد.إن الفن موقف ورسالة ولقد قدم خالد يوسف الرسالة التي ينحاز لها فلماذا يغضب الآخرين ؟!
إلهامي الميرغني
مستشار اقتصادي12/1/2008