الثلاثاء، 24 نوفمبر 2009

كلمات متقاطعة محاولة لفهم ما حدث

حملت عناوين صحافة القاهرة صور لاجتماع بين مبارك وبيريز وحديث عن القدس والأقصى وعناوين عن ردود الفعل ومواقف مختلف الجهات الحكومية من تبعات مبارة كرة القدم بين مصر والجزائر وما تبعها من هجوم علي القومية العربية ولعن العروبة وإعادة طرح سؤال الهوية وارتفاع حدة العنف في مواجهة المبارة وتبعاتها وهجوم الشباب علي سفارة الجزائر في القاهرة. كل ذلك يدفعنا للتفكير في أسباب ما حدث وإعادة تركيب قطع الموزيكو ، وهو ما يعود بنا لبحث العلاقة بين عدة متغيرات حدثت خلال العقود الأخيرة وتسببت في تغير الكثير من المسلمات وقادتنا لما حدث.
ـ أعلن الرئيس السادات في بداية حرب أكتوبر أنه أكتشف أن 99% من أوراق اللعبة السياسية في الشرق الأوسط بيد الولايات المتحدة ، وكان قد سبق ذلك بطرد الخبراء السوفيت في عام 1972 ، وشن هجوم كاسح علي مكتسبات ثورة يوليو باعتبارها توجهات اشتراكية قادتنا للنكسة وعممت الفقر، وإن اشتراكية عبدالناصر كانت بالمعتقلات ومراكز القوي.
ـ لذلك سمي السادات انقلابه بثورة التصحيح وهو تعبير ابتدعه الأستاذ محمد حسنين هيكل عندما انتقل من البلاط الناصري للبلاط الساداتي. تبع ذلك زيادة الاعتماد علي الولايات المتحدة الأمريكية والانفتاح الاقتصادي وصدور نظام استثمار رأس المال العربي والأجنبي ، ثم زيارة نيكسون لمصر لتتويج مرحلة جديدة من تاريخنا المعاصر.
ـ استطاع الإعلام الساداتي أن يقنع المصريين بأن عداء إسرائيل كان سبب الفقر الذي نعانيه ، وأن الفلسطينيين خونة باعوا رضهم ونحن الذين دفعنا الثمن ، وأن العرب والعروبة لم يجلبوا لنا سوي الفقر والعجز ، وان العرب يحاربون بالمصريين ولا يتحملون مسئوليتهم.
ـ أطلق السادات الأخوان المسلمين وجماعات الإسلام السياسي لمواجهة المد اليساري في الجامعات واصحب هو الرئيس المؤمن وغير الدستور ليصبغه بالصياغات الإسلامية .
ـ بدء عام 1977 بانتفاضة الخبز وانتهي بالتفاهم مع صندوق النقد الدولي والبنك الدولي ثم بزيارة السادات لإسرائيل لإنهاء الحروب والصراعات من أجل التنمية والخير الذي ستنعم به المنطقة. وأذكر أنني كنت وقتها اسكن في منشية البكري وإنني نزلت لشارع الخليفة المأمون استطلع كيف يستقبل المصريين السادات العائد من القدس وفجعت من الحفاوة والسعادة التي كانت علي وجوه البسطاء وكيف كانوا يتطلعون للكثير من الخير.وكيف كانوا يمطروه بالورود والحلوى. وكيف جلست علي الرصيف ابكي كما لم ابكي من قبل لأنه مؤكد يوجد خطئ. كيف تم تغييب وعي الناس بهذا الشكل ؟! كيف فشل الخطاب اليساري في التواصل مع الناس؟! واعتقد إنني منذ هذا اليوم لم أتوقف عن البكاء ولم أتوقف عن طرح نفس الأسئلة.
ـ تم توقيع اتفاقية كامب دافيد عام 1978 واتفاقية التثبيت مع الصندوق والبنك الدولي وتحولت مصر للخصخصة واقتصاد السوق المفتوح. واكب ذلك صعود تيار الإسلام السياسي العنيف وسيطرته علي الجامعات والأحياء الشعبية والفري الفقيرة. وفي عام 1980 حدث الصدام بين السادات والإسلاميين والذي انتهي باعتقالات سبتمبر ثم اغتيال السادات.
ـ بدأت إحداث الفتن الطائفية في أبو زعبل عقب نكسة يونيو وامتدت منذ هذا الوقت وحتي الآن مع التغير في لحظات الصعود والتمركز ثم الانتشار في كل أنحاء مصر.واكب ذلك خصخصة التعليم والإعلام وصعود إسلامي في هذه المجالات وصل للاقتصاد من خلال شركات توظيف الأموال ثم اسلمة المجتمع الشكلية وانتشار الأزياء الإسلامية.بل وتسرب المد الإسلامي إلي الأجهزة الأمنية.
ـ تم خلال هذه الفترة تقليص لدور الدولة ودخول الإسلاميين لملئ الفراغ في التعليم والصحة ، بل استوعب الإسلاميين درس شركات توظيف الأموال واستخدموا حرية السوق أفضل استغلال فأسسوا شركات التصدير والاستيراد والتجارة والأوراق المالية الأمر الذي حولهم الي قوة اقتصادية بجانب كونهم قوة سياسية.كما استغل الإسلاميين نفوذهم الاقتصادي في بناء نفوذ سياسي داخل النقابات المهنية أو بعمل جماعات مصالح من الموظفين والمنتفعين والمتعاملين مع الاقتصاد الإسلامي الذي أصبح موضة دفعت سيتي بنك لتأسيس إدارة للمعاملات الإسلامية لجذب أموال قطاع من الإسلاميين.
ـ بحدوث الطفرة النفطية بدأت منذ منتصف السبعينات وحتى نهاية التسعينات أكبر حركة هجرة خارجية للمصريين في التاريخ ، وبما أن دول الخليج وخاصة السعودية هي أكبر المستفيدين من نتائج حرب أكتوبر والطفرة النفطية فقد كانت الوجهة الأولي للمصريين وهي التي احتضنت مطاريد الأخوان المسلمين في الستينات. وذهب المصريين للخليج من أجل العمل ولكنهم عادوا لمصر ملتحين يلبسون جلابيب قصيرة ونقاب وخمار وعادات لم تعرفها مصر علي مدي تاريخها.
ـ خلال التجهيز لزيارة القدس تم شن هجوم علي العروبة والعرب وإننا أصحاب أفضال علي كل الدول العربية.وإننا خضنا كل الحروب من أجل العرب وأفضالنا علي الجميع .وعندما سافر المصريين للدول العربية وجدوا الكفيل والمهانة وعانوا تجاوزات في العديد من الدول العربية.وعرفنا أزمات المصريين في ليبيا وعودة النعوش من العراق وجلد المصريين في الخليج. وهنا لاننسي مظاهرات المصريين في خيطان بالكويت ودهس المصريين بالعراق في أعقاب مبارة كرة قدم . وعاد الكثير من المصريين بمرارة من هجرتهم الخارجية وكفر بالعروبة.
ـ كانت هناك فكرة سائدة بأن المصري مرتبط بأرضه نتيجة أنه أبن حضارة نهرية وانه لا يغادر أرضه تحت أي ظروف وقضينا سنوات ندرس نمط الإنتاج الآسيوي والركود الشرقي. ولكن مع الهجرة للنفط عاد المصريين متأسلمين فتغير الريف المصري وتحول من الإنتاج إلي الاستهلاك وتغير نمط العمران الريفي وإعادة البناء بالخرسانة المسلحة . وبدأ الفلاح المصري يعمل وفق قيم الرأسمالية حيث قام بالبناء علي الأرض الزراعية، ولم يكتفي بذلك بل قام بتجريف الأرض الزراعية وقتل خصوبتها للتحول إلي طوب للبناء. وانهار النظام التعاوني وسقط الفلاحين في براثن ديون بنك التنمية والائتمان الزراعي الذي تحول لبنك رأسمالي. وبتحرير أسعار البذور والأسمدة والمبيدات اشتدت أزمة الفلاحين وارتفعت معدلات الهجرة للمدن ضمن أحزمة العشوائيات التي طوقت المدن الرئيسية.كما حدث تغير في الهيكل المحصولي فتراجع القطن والقمح والعدس لصالح الفراولة والكانتلوب ليزيد اعتمادنا الغذائي علي الخارج.
ـ بتوقيع مصر علي كامب دافيد دخل النظام العربي أزمته الكبرى ولم تعد مصر الشقيقة الكبرى وقلب العروبة النابض كما كانت ،بل أصبحت رمز الخيانة وتشكلت في مواجهتها جبهة الصمود والتصدي وتم نقل مقر الجامعة العربية ومنظماتها من القاهرة ، ولكن عندما تغيرت أوضاع النظام العربي عادت الجامعة العربية للقاهرة ولكن النظام العربي تغير ومكانة مصر تغيرت وحاولت مصر بناء محور مصري سوري سعودي في مرحلة ومصري أردني سعودي في مرحلة أخري ولكن مكانة مصر ودورها لم يعد كما كان رغم عودة الجامعة العربية للقاهرة.
ـ أصبحت مصر رمز لجبهة الرجعية العربية من خلال دورها في الصراعات الإقليمية بدء من دعم العراق في حرب إيران.ثم مشاركتها لقوات الحلفاء في حرب الكويت وموقفها من إيران . كما أن الدور الإقليمي لمصر تغير كثيرا في لبنان والسودان والصومال وشهدنا إحراق العلم المصري في الصومال كمؤشر لدور مصر في النظام العالمي الجديد.ولنتأمل معاً المرات التي خرج فيها الجيش المصري بعد 1973 وكيف اصطبحت جزء من المخططات الأمريكية والأوروبية للمنطقة.
ـ عندما جاء الرئيس مبارك للحكم منذ سنوات طويلة مللنا من عدها أغمض عين النظام عن انتشار المؤسسات الإسلامية ونمو حركة الأخوان المسلمين التي نزلت للبرلمان منذ انتخابات 1984 بالتحالف مع حزب الوفد ثم العمل ثم بالتنسيق مع الحزب الوطني والحصول علي 85 مقعد في انتخابات 2005.كما استولي الأخوان علي غالبية النقابات المهنية واكتفي النظام بوضع نقيب موالي لضبط الإيقاع في غالبية النقابات حتى حدث الصدام وتم تجميد النقابات بصدور القانون 100 لسنة 1993.
ـ منذ منتصف التسعينات تفجر الصراع بين النظام والأخوان والتضييق عليهم وتعرضهم للاعتقالات المتتالية وإحالتهم للمحاكم العسكرية. عندما شعر النظام أن الأخوان يمكن أن يكونوا بديل مقبول لدي الأمريكان.ورغم ذلك كان التنسيق بينهم في مظاهرات الاستادات الرياضية إبان غزو العراق ، وحتى معركة مجلس الشعب الأخيرة.رغم التضييق عليهم في المحليات والنقابات المهنية والتلويح بحرمانهم من دخول البرلمان القادم ما لم يدعموا خطة التوريث.
ـ رغم دخول مصر في تجربة مجلس التعاون العربي مع العراق واليمن وليبيا إلا أن ذلك لم يعيد لها مكانتها الضائعة.ورغم توقيع اتفاقية للسوق العربية المشتركة لتبدأ منطقة التجارة الحرة العربية منذ عام 2005 ولكن ذلك لم يكتمل وأصبح الاعتماد علي الخارج وعجز ميزان المدفوعات سمة لكل الاقتصاديات العربية وسقوطها في ظلمات الديون الخارجية وتسربت المدخرات العربية للبنوك الأمريكية والأوروبية رغم الحاجة لهذه الأموال لدفع التنمية العربية .
ـ تخلت الدولة عن تعيين الخريجين منذ 1987 وارتفعت البطالة ، وبدأت الخصخصة في الشركات وتبعتها المرافق العامة كالمياه والاتصالات والكهرباء وكذلك خدمات التعليم والصحة والتقليص المتتالي للدعم وتفجر أزمات الخبز والغلاء والبطالة .
ـ بمرور السنوات أكتشف الناس بالتجربة التي هي خير مُعلم أن الخير لم يأتي وانهار السمن والعسل التي بشرنا بها السادات لم تأتي وتوقفت فرص العمل في الخارج ومات عشرات المصريين في عرض البحر وهم يبحثون عن فرصة عمل عزت عليهم في مصر ، وبدد عمال القطاع العام مكافآت المعاش المبكر وأصبحوا يعانون الغلاء وعدم حصولهم علي عمل ، واكتشف أصحاب المعاشات استيلاء الحكومة علي 370 مليار جنيه وجعل مستقبلهم وأسرهم علي كف عفريت.
ـ تغير معني الوطن في ظل الفقر والجهل والبطالة والمرض، وتم تغيير السلام الوطني وتغير اسم وزارة الحربية إلي وزارة الدفاع. أصبح العلم المصري لا يرفع في معارك الشرف بل في مباريات كرة القدم وعندما وصلت مصر لنهائيات كأس العالم عام 1989 أو في البطولات الإفريقية التي أصبحت تحظي باهتمام الرئيس مبارك وأولاده. وأصبح حضور الرئيس لتمارين الفريق القومي وبرقيات التهنئة للفريق محل اهتمام الجميع باعتبارها المعارك الرئيسية للوطن .
ـ غاب المشروع القومي والمشروع الوطني وارتفعت قيم الفردية والأنانية والمشروع الفردي وحرية الأسواق وصعود الاحتكارات.
ـ لم يتحدث الرئيس عبدالناصر عن الزيادة السكانية ، وتحدث عنها السادات علي استحياء ، ولكن الرئيس مبارك اعتبرها سبب كل المشاكل ، وأصبح منطق الحكومة أنها تطعم شعب غير منتج لا يوجد لديه هم سوي التناسل والتزاوج.وأصبح الخطاب الرسمي للدولة يتحدث عن انه يمن علينا بالطعام وكأننا جيش من الكسالى !!
ـ ازداد التهميش الاجتماعي وحزام الفقر وأصبح لدينا أكثر من 1200 تجمع عشوائي يسكنها أكثر من 17 مليون محرومين من التعامل معهم كبشر . ولعل كوارث مثل زاوية عبدالقادر وصخرة الدويقة لخير دليل علي ما تعانيه هذه المناطق من تهميش وحرمان.
ـ لم يقتصر تبديد الموارد الطبيعية علي تجريف الأرض الزراعية والبناء عليها وإنشاء غابات خرسانية في الريف ، بل أمتد إلي المياه ونهر النيل الذي تحول لواحد من أكبر الأنهار الملوثة في العالم ، وتم التوسع في ري ملاعب الجولف وحمامات السباحة والنوافير في الوقت الذي تعاني فيه عشرات التجمعات السكانية من ندرة وشح المياه من ناحية وتلوثها الشديد من ناحية أخري بحيث أصبحت مصدر لأمراض الكبد والكلي والأمعاء ، وعاد التيفود الذي غادرنا منذ الأربعينات. ونفس الوضع تم مع البترول الذي استنفذنا احتياطياته وأصبحنا نستورده ، والغاز الطبيعي الذي يستنفذ ونصدره لإسرائيل لنقضي علي احتياطي الأجيال .بل وبعنا المصانع الحيوية كعدد خردة وارض فضاء كما حدث في المراجل البخارية والبطاريات والعديد من المصانع المصرية.
ـ عندما تم إنشاء ميناء دمياط الجديد والطريق الدولي الساحلي عرفنا أن ذلك لربط إسرائيل بشمال إفريقيا ونفت الحكومة ذلك. ولكن مد إسرائيل بالحديد والاسمنت المصري لبناء جدار الفصل العنصري فضح حقيقة دور ميناء دمياط والطريق الدولي.
ـ انهارت الزراعة المصرية والصناعة المصرية وتزايد الاعتماد علي الخارج فزاد عجز ميزان المدفوعات وتفجرت ديون مصر الخارجية حتى مشاركتها حرب تحرير الكويت وإعادة جدولة الديون وانفجار الديون المحلية التي وصلت لمعدلات خطر كنسبة من الناتج المحلي الإجمالي. تحولت مصر إلي الصناعات التجميعية وعجزت صناعة الغزل والنسيج عن الصمود أمام إغراق المستورد وتم تدمير صناعة الدواء لصالح الأدوية المستوردة. وحدثت طفرة العقار والمدن الجديدة وتجمعات الصفوة مثل الرحاب ومدينتي وخصخصة سواحل مصر علي البحرين الأحمر والمتوسط للتحول لغابات إسمنتية وقري سياحية للصفوة وحرم فقراء مصر من التمتع بهذه الشواطئ.ارتبط بذلك انهيار التعاونيات وانتشار العمل بالقطاع غير المنظم الذي يضم أكثر من ربع قوة العمل في مصر.تحول الاقتصاد المصري من الزراعة والصناعة إلي الخدمات والعقار وسادت الدولة الريعية المعتمدة علي عائدات البترول وقناة السويس والسياحة وتحويلات العاملين بالخارج .
ـ تغير دول الدولة المصرية من الدولة الحامية إلي الدولة الجابية وتم خصخصة الأمن ودخول شركات الأمن والحراسات الخاصة وتصدير المرتزقة لشركات الأمن العالمية.
ـ رغم اتجاه مصر لخصخصة كل المرافق العامة احتفظت بالملكية العامة للإعلام خاصة الصحف القومية والإذاعة والتليفزيون لتبث منها دعايتها الخاصة وأكاذيبها حتى هجرها المصريين للفضائيات خاصة مع دخول الألفية الجديدة حيث أصبحت أطباق استقبال البث الفضائي تحتل أسطح المنازل في أعماق الريف المصري ، وابتدع المصريين توصيلات البث الفضائي غير الشرعية ليتمتع الجميع بالفضائيات كأغنياء وفقراء.وتراجعت أهمية الثقافة والكتاب لترتفع أهمية الوجبات السريعة التي تعلن عنها الفضائيات .ويكفي متابعة معارك المصريين في برامج مثل ستار أكاديمي وغيرها لنعرف كيف استطاع الإعلام المعولم سحب الأموال من الفقراء المصريين عبر رسائل الهاتف المحمول.
ـ فشلت كل مشاريع الوحدة الاقتصادية العربية وفشل العرب في الاتفاق علي سياسات موحدة في أي مجال باستثناء اجتماعات وزراء الداخلية العرب لوضع الخطط المشتركة لأنظمة الاستبداد العربي. وبدأت مرحلة جديدة بالتزاوج بين رؤوس الأموال المحلية والخليجية مع الشركات المتعددة الجنسيات لتدخل مصر مرحلة من تحالف رأس المال المحلي والعربي والدولي علي استغلال وتبديد ثروات مصر وتحقيق المليارات من دماء المصريين .
ـ انهار التعليم المصري وأصبحت لدينا ازدواجية بين التعليم الحكومي والتعليم الخاص والتعليم الديني( الأزهري) والتعليم الأجنبي ، وانهارت المدرسة كمؤسسة تعليمية وانتشرت الكتب الخارجية والدروس الخصوصية . حدث تغير في مخرجات النظام التعليمي بين خريجي الثانوية الأمريكية والفرنسية والبريطانية والألمانية والكندية وبين خريجي التعليم العادي ومع ظهور الجامعات الخاصة تعزز ذلك الانفصال وعزز منه الإعلام الذي جعل الأجيال الجديدة تري النموذج الأمريكي في الحياة والنمط الأمريكي هو المثل الأعلى الذي يجب أن نحققه وانتشرت مطاعم الوجبات السريعة والمراكز التجارية الضخمة. وأصبحت لدينا أجيال كل حلمها الهجرة من مصر والتعالي علي كل ما هو مصري. وأصبح لدينا خريجين جامعات يجدون وظائف تنتظرهم في البنوك الأجنبية وشركات تداول الأوراق المالية وشركات العقار والتسويق الجديدة، وملايين العاطلين يمضون سنوات بحثاً عن فرصة عمل. وصمتنا عندما انتحر عبدالحميد شتا الأول علي دفعته في كلية سياسة واقتصاد عندما تم رفض إلحاقه بالتمثيل التجاري لأنه غير لائق اجتماعياً.وخرج المعلمين وأساتذة الجامعات عن صمتهم فرأينا إضرابات المعلمين وأداري التربية والتعليم وحركة 9 مارس وشهدنا أول إضراب عام لأساتذة الجامعات في مصر.وتم تغيير المناهج الدراسية لتواكب السلام مع إسرائيل فنشأت أجيال لا تعرف شئ عن الصراع مشبعين بثقافة الاستسلام والقيم الفردية والأنانية.
ـ تراجع التعذيب والمعتقلات في مصر منذ منتصف الستينات وحتى عندما حدثت إضرابات 1968 لم يتم تعذيب بضراوة ما كان يحدث في الخمسينات الستينات. وخلال عهد السادات استمرت الاعتقالات ولكن التعذيب كان الاستثناء حتى جاء الرئيس مبارك في أعقاب اغتيال السادات وعاد التعذيب اشد ضراوة وقسوة وامتدت حملات الاعتقال لسنوات طويلة بدون محاكمة وتم التوسع في المحاكم العسكرية. وتحدت الأجهزة الأمنية أحكام القضاء بالإفراج عن المعتقلين وانتشرت الجماعات الإرهابية. ولم تنجح معتقلات مبارك والتعذيب في وقف انتشار الإرهاب والطائفية ، وأصبح الأمن المصري محل ثقة الأجهزة الأمنية في الولايات لمتحدة والغرب الذي يحيل إليه المعتقلين لانتزاع الاعترافات منهم وإعادتهم حتى معتقلي جونتانامو .
ـ تم التوسع في التعذيب داخل أقسام الشرطة وانتشرت التجاوزات والقتل خارج القانون رغم كل جهود منظمات حقوق الإنسان محلياً ودولياً. بل وبلغ الفُجر مداه بتسريب كليبات التعذيب إلي السوق لأزلال من وقع عليهم التعذيب وإشاعة الخوف والرعب في الجميع ، ولعل ما حدث ما عماد الكبير وما تعرض له من انتهاك لخير شاهد علي ذلك . لكن عماد الكبير استطاع الصمود وتجاوز الصدمة ودخل في مواجهة انتصر في نهايتها ولكن ألاف المصريين يصمتون علي ما يحدث خوفاً من الآثار التي يمكن أن تمتد لأسرهم.
ـ انهار العمل كقيمة ومصدر للثروة وتم إعلاء قيم الثروة والغاية التي تبرر الوسيلة حتى تراجعت الإنتاجية العامة للمجتمع. ورغم الحديث عن البطالة المقنعة في الحكومة تضاعف عدد العاملين بالحكومة حتى وصل إلي ستة مليون موظف ورغم ذلك لم نشهد تحسن يذكر في الخدمات الحكومية ، وانتشرت قيم الفساد من رشوة وواسطة ومحسوبية وانتشرت لتطبع المجتمع كله باختلاف قطاعاته بهذه القيم.
ـ تراجع عدد أفراد القوات المسلحة وتضاعفت أعداد جنود الأمن المركزي إلي أن وصل لأكثر من مليون ونصف يخرجون في تشريفات الرئيس وحاشيته وتحركاتهم وفي مبارايات كرة القدم ، وقمع الاحتجاجات الاجتماعية المتصاعدة.
ـ انهارت المنظومة الصحية أمام مياه الشرب الملوثة والأطعمة المسرطنة وتراجع دور الدولة وصعود القطاع الخاص وتم انتهاك الحق في العلاج والصحة وارتفعت أسعار الأدوية وعجز ألاف المصريين عن تحمل تكاليف علاجهم وأصبحت الأمراض تحصد الآلاف الذين يلجأون للحصول علي قرارات بالعلاج علي نفقة الدولة أو يموتون علي أبواب الجمعيات الخيرية.
ـ انتشرت ظاهرة تزوير الانتخابات العامة واشتد عزوف المصريون عن المشاركة السياسة في انتخابات معروف نتيجتها مقدماً. وعندما اشرف القضاء علي الانتخابات ولم ترضي الحكومة عن النتائج تم تغيير الدستور والتنكيل بالقضاة ليستمر الحزب الواحد رغم أكذوبة التعددية المقيدة .وفشلت قوي سياسية في الحصول علي تراخيص بالعمل مثل حزبي الوسط والكرامة بينما صدرت تراخيص لأحزاب ورقية لا وجود لها واستمرت اللعبة السياسية بين طرفين الحزب الواحد الحاكم من ناحية ومعه بعض الكومبارس الذين ينعمون برضائه وجماعة الأخوان المسلمين القطب المعارض الرئيسي رغم عدم تمتعها بالشرعية القانونية . وخُدع ملايين المصريين بأن الإسلام هو الحل ولكن التغير لم يحدث وظل ملايين المصريين خارج المشاركة السياسية علي اختلاف أنواعها.
ـ قامت الأجهزة الأمنية بشطب أكثر من 27 ألف مرشح في انتخابات النقابات العمالية عام 2006 وسيطر مرشحي الحكومة علي كل النقابات العامة والاتحاد العام الحكومي وغالبية اللجان القاعدية.واستمر تجميد النقابات المهنية لتعيش مصر بلا نقابات عمالية أو مهنية.
ـ يعيش النظام المصري حالة غير مسبوقة من التحلل والتفكك فالسلطة التشريعية مسيطر عليها بالكامل من الحكومة وربما شاهد المصريين معارك الضرب بالأحذية بين النواب، كما شاهدوا تمرير القوانين وجلسات المجلس التي ينقلها التليفزيون المصري ليكتشفوا عبثية ما يحدث داخل البرلمان. أما السلطة التنفيذية فسيطر عليها رجال الأعمال وأصبح وزراء البيزنس هم قادة السلطة التنفيذية وأصبحت قضايا التربح من الوظيفة العامة معلومة للجميع وخير شاهد عليها قضية نجل وزير التنمية الاقتصادية ليعرف المصريين حجم الفساد الذي يضرب السلطة من قمتها إلي قاعدتها. والسلطة القضائية لم تسلم من الفساد بل وتحاصر لتجبر علي أن تمارس دورها المرسوم في منظومة الفساد والاستبداد.
ـ انشغلت مصر منذ سنوات بقضية التوريث وظهرت حركة كفاية كتجمع من القوي السياسية لرفض التوريث ولكن النظام لم يهتم بكل ردود الأفعال واستمر يمهد الطريق للوريث والجموع خارج المعادلة يتأملون ما يحدث وكأنه يخص الجابون ولا يخص مصر أو كأنه قدر ومكتوب.وراح البعض يطالب المؤسسة العسكرية بالتدخل كبديل للتوريث .
ـ عندما سعت مصر لاستضافة المونديال حصلت علي صفر واعتبرت غير مهيأة لاستقبال بطولة دولية وأصبحت البطولات الأفريقية فقط وكرة القدم فقط هي مجال منافسة الفرق المصرية.
ـ تراجع دور الرياضة في المدارس وتم بناء مباني في الملاعب المدرسية وتراجعت الألعاب الجماعية والمسابقات الرياضية. وتابعنا معاناة فرق الهوكي والعاب القوي الذين احرزو البطولات الدولية ومعاناة ذوي الإعاقة الذين انتزعوا الميداليات الدولية بينما عادت الفرق الرياضية الأخرى بخفي حنين دون الحصول علي أي بطولات رغم الملايين التي صرفت عليها.
ـ بخصخصة مصر لم تسلم الرياضة من ذلك وتم بيع اللاعبين في مزادات وصلت بأسعار بعضهم لعدة ملايين من الدولارات. ولعل المتابع لتدخل الرئيس مبارك شخصياً في قضية احتراف عصام الحضري وهو الذي لم نسمع له صوت في غرق أكثر من ألف مصري في العبارة أو موت أكثر من 500 مصري تحت صخرة الدويقة. كما أن حضوره لمران الفريق القومي هو وأنجاله لخير دليل علي الاهتمامات الكروية للرئيس. وتحولت كرة القدم من لعبة رياضية لساحة الدفاع عن مصر واختزل الوطن في المستطيل الأخضر و11 لاعب يمكن أن يفوزو مرة ويخسروا مرة . ولكن أصبح تعلق الناس بكرة القدم وبطولاتها يفوق كل شئ وأصبح الجميع يتابع أسعار اللاعبين وانتقالهم من فريق لأخر وكيف أن الولاء لم يعد للنادي كما كان في السابق بل أصبح لمن يدفع أكثر حتى لو كان نادي انبي أو مزارع دينا.
ـ انتشر العنف في مصر ولم يقتصر علي العنف الطائفي بل امتد للعديد من نواحي الحياة فأصبحنا نسمع عن قتلي سقطوا في طوابير الخبز وزحام المواصلات أو مشاجرة علي لعب الأطفال للكرة في الشارع.وأصبح السلوك العنيف سمة للمصري المقهور والمضطهد وانتشر العنف الأسري وتابعنا الأب الذي علق ابنه وضربه حتى فارق الحياة أو الذي انهال علي زوجته بسكين لمطالبته بزيادة مصروف البيت!!.
ـ انتشر الإعلام الخاص سواء كصحف ومجلات خاصة أو قنوات فضائية. وتابعنا قضية جريدة النبأ وقضية القسيس المخلوع ، كما تابعنا قضية وقاء قسطنتين واخيرا قضية اتهام بعض الفنانين بالشذوذ. كما انتشرت فضائيات الفتنة الإسلامية والمسيحية وقنوات العري ونقل قيم الغرب لمجتمعاتنا من خلال المسلسلات والأفلام الأمريكية التي تمثل المصدر الوحيد لتثقيف الشباب وعرفنا فرق التحميس في الرياضة الأمريكية وانتشرت ظواهر مثل الألتراس كروابط من المشجعين الشبان وتابعنا صراعهم مع احمد شوبير. وعرفنا أن جمهور كرة القدم وتشجيع كرة القدم اختلف باختلاف الوضع المخصخص والمعولم.
ـ ارتفعت وتيرة الإحداث الطائفية وبعد أن كانت تعود لصلاة الأقباط في أماكن يقال أنه تمهيدا لتحويلها لدور عبادة إلي العلاقات بين الشباب المسلمين والأقباط وتغير الديانة أو الزواج. وأخيرا مهاجمة شاب قبطي تجرأ ودخل بيت دعارة به عاهرات مسلمات.ولم يقتصر العنف علي الأقباط بل امتد إلي البهائيين في سوهاج والشيعة في عدة مناطق ، وشاهدنا مظاهرات للنوبيين وبدو سيناء الذين رفعوا شعارات المواطنة.
ـ انعكس الاستبداد السياسي مجتمعياً بعدة صور وأشكال طالما لدينا حزب واحد أحد ورئيس دائم لا يتغير ، وبما إننا أصحاب الفضل علي كل العرب وسبب ثروتهم وتعاستنا ، فإن قبول الآخر مرفوض لأنه لا يوجد آخر فأنا ومن بعدي الطوفان وأصبحت هذه هي الثقافة المعتمدة في المناهج الدراسية والإعلام.وأصبح الإسلام هو الدين الأوحد وبالتالي غير المسلمين هم فئة ضالة علينا هدايتهم وإذا لم يهتدوا فلنجبرهم علي الخروج من ديار المسلمين. إن الشوفينية الوطنية والتعصب الديني هي نتاج للاستبداد السياسي وانعكاساته علي المستويات الأدنى.كما أن جهل المسلمين بالمسيحيين والدين المسيحي بل وبالشيعة وأفكارهم لا يقل عن جهل المسيحيين بالإسلام والمسلمين ولذلك تتفجر وتتعاقب الأحداث الطائفية.
ـ يلعب الإعلام دور في تزييف الوعي وغسيل العقول وقد استخدم كل أدواته في حشد الهمم من أجل معركة كأس العالم في كرة القدم بحيث لم تعد رياضة ومبارة فيها منتصر وخاسر بل تحولت إلي معركة الكرامة المصرية. ولعب النظام الاستبدادي الجزائري والإعلام الجزائري نفس الدور حتى انتهت مباراة القاهرة وتطلب الحسم لعب مباراة جديدة.
ـ كان الجميع يعلم بالوضع في السودان وكان أمامهم خيارات أخري ، كما كان من الممكن أن تطلب مصر ان تلعب المباراة بدون جمهور ، كما كانت تعلم بحشد الجمهور الجزائري واستعداداته ومع ذلك لم ترسل قوات كمندوز أو أمن مركزي بل توسعت في سفر الفنانين والإعلاميين بشكل لم يحدث بهذا الكم في أي مباراة سابقة ، وعندما تفجر الغضب الجزائري بعد المبارة شهدنا رد الفعل والتصعيد المصري الذي وصل للمطالبة بإعلان الحرب علي الجزائر.
إن الشباب المصري الذي هتف أمام سفارة الجزائر " يا الله موتونا .. طلعتوا دين أبونا ، خارجين من بيوتنا. ناويين علي موتنا ، بتحموا مين يا معرصين" هم أبناء جيل تمت صياغة وعيه عبر مراحل متتالية وحين شاهد نجومه المحبوبين وهم يبكون أمام التلفاز ، وعندما سمعوا رسالة السيد علاء مبارك الثأرية وكلمة وزير الإعلام كان عليهم أن يتحركوا للدفاع عن كرامة الوطن التي أهينت.
أي وطن ؟! لقد شاهدنا الفنان مدحت العدل والفنان محمد فؤاد وهم يبكون أمام الفضائيات وهم من امتعونا من قبل بأغنية

يعني أيه كلمه وطن
يعني أيه كلمه وطن
يعني ارض حدود مكان ولا حاله من الشجن
ولا أيه ولا أيه ولا أيه
لقد تم اختزال وتشويه الوطن عبر عملية طويلة تمتد لأكثر من ثلاثة عقود.واتمني ألا يربط إي شخص بين حوار مبارك وبيريز وبين حوارات مباراة الجزائر لأن هذه مباراة وتلك مباراة أخري.!!!!وكله لعب يامصر.

إلهامي الميرغني
24/11/2009

الجمعة، 20 نوفمبر 2009

التدشين الشعبي للتوريث في الخرطوم

أنا مستغرب من رد الفعل الرسمي
اين كان المسئولين المصريين من جلد المصريين في السعودية
وماذا فعلوا لما حدث للمصريين في ليبيا
فجأة اصبحت الجزائر تحقد علي مصر
كان معروف مسبقا انه ستحدث مشاكل في السودان
الجزائر بعتوا الصيع والبلطجية
واحنا بعتنا الاعلاميين وفنانيين وشباب سيس
دي مش صدفة
لما علاء مبارك يقول إن "احداث الخرطوم كشفت عن حقد الجزائريين وسوء نيتهم" تجاه مصر.
وقال: "يستحيل علينا كمصريين ان نتقبل هذا. علينا الوقوف والقول: يكفي. يجب ان نتخذ موقفا، فقد طفح الكيل."
ومضى للقول: "عندما تهين كرامتي، فسأضربك على رأسك!"
هل من الطبيعي ان الفنان احمد ماهر علي قناة اون تي في يقول ان الجزائرين " سرمهم مولع من المصريين"
طيب هنقول ايه علي اسرائيل
ان المتابع لتصريحات المسئولين والفنانيين والاعلاميين سيعرف انه معركة مخططة
وائل الابراشي قال اننا كنا نحمل سكاكين من المطعم ولكننا نعرف اننا لن نستخدمها
هل هذا شئ طبيعي
هل شكر الرئيس وانجاله علي موقفهم شئ طبيعي؟!!!!
هل تعرفوا ماذا كان يهتف الشباب المصريين أمام سفارة الجزائر:
جايين من بيوتنا .... جايين ناويين على موتنا
يالا موتونا ....... طلعتوا دين ابونا
بتحموا ميين ..... يا معرصين
لقد خرجت المناقشة عن شغب كرة قدم
الجمهور الانجليزي متعصب كرويا
والجمهور التركي متعصب كرويا
لكننا لم نسمع في هذه الدول انهم دقوا طبول الحرب بسبب شغب ماتش كورة
وكل من يصمت علي ضرب المصريين علي قفاهم
اصبحوا يرفعون سيوف الحرب للدفاع عن الكرامة
ولم نري لهم كلمة عن كرامة المصريين المنتهكة كل يوم
ان التضخيم والتسخين والشحن الاعلامي له هدف
وهو تدشين التوريث شعبياً
ربما اكون خرفت
ولكن الايام ستثبت حقيقة ماحدث ومن كان ورائه
ولماذا يجتمع مجلس الأمن القومي لمناقشة تداعيات المبارة
السادات سبق وضرب ليبيا
هل حان الوقت لضرب الجزائر؟!!!


الخبر المنشور في بي بي سي
متظاهرون يحاولون اقتحام مقر السفارة الجزائرية بالقاهرة
قالت وزارة الداخلية المصرية إن مئات المتظاهرين حاولوا اقتحام مقر السفارة الجزائرية في القاهرة فجر اليوم الجمعة.
واضافت الوزارة بأن قوات الأمن تصدت للمتظاهرين، واسفرت المحاولة عن اصابة 35 شخصا بينهم 11 ضابطا وتهشم 15 سيارة وواجهة اربع محلات ومحطة وقود.
وقالت إن المتظاهرين قاموا بإلقاء الحجارة والزجاجات الحارقة تجاه افراد الشرطة التي قامت إستخدام القنابل المسيلة للدموع في محاولة لتفريقهم.
من جانبه، قال السفير الجزائرى في مصر عبد القادر حجار للبى بى سى إن الوضع تحت السيطرة ولا إصابات من الجانب الجزائرى.
وقال حجار إنه جرت محاولة لاقتحام منزله أيضا لكن الأمن تصدى لها.
وعن أوضاع المصريين بالجزائر، قال السفير إن المصريين فى الجزائر بخير وهم تحت حماية الدولة الجزائرية.
وكانت التظاهرات التي استهدفت مقر السفارة الجزائرية قد انطلقت ليلة الخميس اثر انباء تناقلتها وسائل الاعلام المصرية افادت بأن مشجعين مصريين تعرضوا للاعتداء من جانب نظرائهم الجزائريين عقب مباراة كرة القدم التي جمعت بين منتخبي البلدين في العاصمة السودانية ليلة الاربعاء، وهي المباراة التي خسرها المنتخب المصري وحرم على اثرها من حق المشاركة في نهائيات بطولة كأس العالم.

يطالب المتظاهرون بطرد الجزائريين من مصر
وكانت وسائل الاعلام المصرية قد قالت إن المشجعين المصريين تعرضوا لهجمات وصفتها بأنها "مدبرة."
علاء مبارك
وقال علاء مبارك، النجل الاكبر للرئيس المصري، في برنامج تلفزيوني عرض مساء الخميس بأن على مصر "اتخاذ موقف" وان ترد على "الارهاب والاعتداءات" التي تعرض لها المشجعون المصريون في الخرطوم على حد تعبيره.
وقال علاء مبارك، الذي - بخلاف شقيقه الاصغر جمال - لا يتدخل عادة في الشأن السياسي، إن "احداث الخرطوم كشفت عن حقد الجزائريين وسوء نيتهم" تجاه مصر.
وقال: "يستحيل علينا كمصريين ان نتقبل هذا. علينا الوقوف والقول: يكفي. يجب ان نتخذ موقفا، فقد طفح الكيل."
ومضى للقول: "عندما تهين كرامتي، فسأضربك على رأسك!"
وطالب المتظاهرون بطرد السفير الجزائري.
صلاة الجمعة
وقد تظاهر مصلون مصريون ضد الجزائر عقب انفضاض صلاة الجمعة في احد مساجد حي المهندسين في العاصمة المصرية.
واحرق المتظاهرون الاعلام الجزائرية ورددوا هتافات تندد بالجزائر.
استدعاء السفير
وقالت وكالة أنباء الشرق الوسط المصرية إن مصر استدعت سفيرها في الجزائر للتشاور، كمااستدعت الخارجية المصرية السفير الجزائري بالقاهرة لإبلاغه "استياء مصر البالغ" تجاه ما وصفته بـ"اعتداءات قام بها المواطنون الجزائريون على المواطنين المصريين" بعد مباراة منتخبي البلدين الأربعاء في العاصمة السودانية والتي انتهت بفوز الجزائر وتأهلها إلى كأس العالم.
احداث الخرطوم كشفت عن حقد الجزائريين وسوء نواياهم تجاه مصر
علاء مبارك نجل الرئيس المصري
وأكد المتحدث الرسمي للخارجية المصرية حسام زكي في بيان رسمي أنه "سيتم كذلك ابلاغ السفير برسالة قوية حول التواجد المصري في الجزائر، سواء الجالية او المصالح والممتلكات".
وأكد أن طلب مصر "بحماية وتأمين الحضور المصري بكافة مكوناته إنما هو مسؤولية الحكومة الجزائرية في المقام الاول والاخير".
وكانت قنوات التلفزيون المصرية الرسمية قد تحدثت عن تعرض المشجعين المصريين لهجمات من مشجعين جزائريين عقب مباراة منتخبي مصر والجزائر أمس التي أسفرت عن فوز الجزائر وتأهلها إلى كأس العالم. جاء ذلك رغم انتشار خمسة عشر الف شرطي في الخرطوم لتأمين المباراة والمشجعين
وتوترت الاجواء بين القاهرة والجزائر بسبب مواجهة منتخبي البلدين ضمن التصفيات المؤهلة الى نهائيات كأس العالم في جنوب افريقيا 2010, وتحولت اليوم الخميس الى ازمة دبلوماسية باستدعاء السفير المصري في الجزائر "للتشاور".
وجاء هذا الاستدعاء عقب الإدانات القوية من جانب القاهرة لـ"لاعتداءات التي تعرضت لها الجماهير المصرية من قبل المشجعين الجزائريين مساء الاربعاء في الخرطوم عقب فوز الجزائر على مصر 1-صفر في المباراة الفاصلة في السودان. كما تحتج القاهرة أيضا على العنف المناهض للمصريين في الجزائر.
وكان الفريق الجزائري قد تعرض للاعتداء بعد وصوله الى مطار القاهرة استعدادا لمباراة الاياب التي جمعت بين الفريقين يوم السبت الماضي، إذ القى عدد من المشجعين المصريين الحجارة على الحافلات التي كانت تقل الفريق مما ادى الى اصابة بعض اللاعبين الجزائريين بجراح.
وقد تقدم الاتحاد الجزائري لكرة القدم بشكوى رسمية الى الاتحاد الدولي الفيفا الذي قال الخميس إنه يبحث في فرض إجراءات تأديبية ضد الاتحاد المصري بعد الهجوم الذي تعرضت له حافلة المنتخب الجزائري في القاهرة.
وقال بيان للاتحاد الدولي "وفقا لمعلومات رسمية أُطلع عليها الاتحاد الدولي في 12 تشرين الثاني/نوفمبر، وقعت احداث تعرض لها المنتخب الجزائري على الطريق بين المطار والفندق(في القاهرة) لذلك تم الشروع في اتخاذ إجراءات تأديبية ضد الاتحاد المصري".
غضب سوداني
وكانت وزارة الخارجية السودانية قد استدعت السفير المصري لديها للاعراب عن احتجاجاها على ما ردده الاعلام الرسمي المصري من ان السودان لم يحسن ضيافة المشجعين المصريين في الخرطوم ولم يوفر لهم الحماية الكافية.
وجاء في بيان اصدرته الخارجية السودانية: "بدل ان يبدي القدر الادنى من العرفان للسودان لقيامه باستضافة اكثر من 25 الف مشجع، استغل الاعلام المصري حادثة ثانوية واحدة كحجة لمهاجمة السودان بشكل غير مقبول."

الاثنين، 16 نوفمبر 2009

عندما تقبل الوزيرة يد الست ايه المشكلة



قامت الدنيا ولم تقعد بعد لأن وزيرة القوي العاملة قبلت يد سيدة مصر الأولي واعتبر البعض ذلك كارثة طيب ليه؟

مش هي عارفة مين اللي مدور البلد وصاحب الكلمة العليا

مش كلهم بيعلموا كدة بس بعيداً عن الكاميرا

طيب لما تبقي دي نفسية وزيرة القوي العاملة يبقي صعب انها تسعي لتشغيل المصريات خادمات في الخليج

اذا كانت هي نفسها كدة

قبل ان تفتكوا بعائشة فكروا في النظام الذي حول وزرائه الي عائشات

رابط الكليب هو:

الخميس، 12 نوفمبر 2009

إصلاح أوباما الصحي

إصلاح أوباما الصحي

دخل الرئيس أوباما عش الدبابير من خلال مشروع الاصلاح الصحي والذي تمت الموافقة عليه لتمتد مظلة التأمين الصحي إلي 35 مليون أمريكي وتمويل المشروع بتكلفة 2.5 تريليون دولار من خلال فرض ضرائب تفرض علي القادرين.
لذلك خرجت المظاهرات التي نظمتها حركة «فريدوم ووركس» الأميركية وغيرها من منظمات اليمين المطالبين بالحرية الاقتصادية وتخفيض الضرائب .
تنفق الولايات المتحدة علي الصحة 15% من الناتج المحلي الاجمالي ورغم ذلك فهي تاتي في الترتيب 12 ضمن تقرير التنمية البشرية لعام 2008. ورغم انها الاقتصاد الاول في العالم بناتج محلي 46 تريليون دولار يمثل ربع الناتج العالمي الا ان 45 مليون امريكي ليس لديهم تأمين صحي و الامريكيين فوق 65 سنة لا يجدون تأمين صحي.
مع تفجر الأزمة المالية العالمية وانخفاض دخل المواطن الامريكي اصبح غير قادر علي الانتظام في سداد اقساط شركات التأمين الخاصة واصبح الالاف بلا تغطية تأمينية لشهور بما يقود لكارثة صحية والشركات تبحث عن الربح وترفع الاقساط بشكل مستمر بما جعلها عبئ يفوق قدرات المواطن الامريكي
لذلك اصبح لا بد من التدخل من اجل مستقبل المواطن الامريكي والاجيال القادمة رغم تسمية الخطة بالاشتراكية والتأميمات وخروج المظاهرات التي تهتف ضد اوباما وتصفه بالخائن والمعادي للامريكيين
أوباما أمبريالي رأسمالي برغم كل هذه الاصلاحات ولكنه يعرف ان دور الدولة ليس مجرد وضع المعايير والاشراف عليها خاصة في مجال الصحة حيث يجب علي الدولة ان تتدخل لكبح جماح شركات التأمين الخاصة
المشكلة الكبري ان السياسات التي فشلت في الولايات المتحدة ويتم تعديلها. تسوق لنا في مصر كبضاعة جديدة من خلال بطرس غالي والجبلي ومعيض وسعيد راتب وغيرهم من تجار السياسات المضروبة
بتضييق السوق أمام الشركات الأمريكية ستسعي للاستثمار خارج الحدود خاصة في دول العالم الثالث الكثيف السكان مثل مصر وبضغط المعونة الامريكية والبنك الدولي وفساد المسئولين يجري محاولات تمرير السياسات التي رفضها اوباما وغيرها.
هل نصمت حتي يصدر مجلس الدكتور فتحي سرور ( الشعب سابقاً) قانون جديد للتأمين الصحي لنستيقظ علي هجوم الشركات الامريكية
أم أن الأمر متوقف علي نتائج مبارة مصر والجزائر
إلهامي الميرغني

الأحد، 8 نوفمبر 2009

الرأسمالية تجدد نفسها


الرأسمالية تجدد نفسها
رحم الله استاذي الجليل الدكتور فؤاد مرسي
حكومتنا تسعي لخصخصة التأمين الصحي
وامريكا مثلهم الاعلي توسع نطاق الحماية التأمينية
وتلزم بالتأمين علي اصحاب الامراض المزمنة
بينما الجبلي وغالي ومعيض وراتب
يروجون لنا سلعة انتهي عمرها الافتراضي في الخارج
باعتبارها احدث موديل
يا أمة ضحكت من جهلها الأمم
إلهامي الميرغني


مجلس النواب يوافق على اصلاح شامل في الرعاية الصحية

واشنطن (رويترز) - اقر مجلس النواب الامريكي مشروع قانون لاصلاح نظام الرعاية الصحية يوم السبت مؤيدا اكبر تغييرات في السياسة الصحية منذ 40 عاما ومحققا نصرا حاسما للرئيس باراك اوباما.
واقر المجلس بفارق بسيط وباغلبية 220 صوتا مقابل 215 صوتا بينهم جمهوري واحد مشروع قانون سيوسع من التغطية الصحية لتشمل جميع الامريكيين تقريبا ويحظر بعض الممارسات التأمينية مثل رفض منح تغطية الاشخاص الذين لهم ظروف صحية سابقة.
وانتقد معظم الجمهوريين تكلفة المشروع المعلنة وهي تريليون دولار والضرائب الجديدة على الاثرياء وما قالوا انه تدخل حكومي مفرط في قطاع الرعاية الصحية الخاص.
وستنتقل الان المعركة بشأن اهم الاولويات الداخلية لاوباما الى مجلس الشيوخ الذي يناقش مسودة خاصة به. وتعثر مشروع القانون هناك عدة اسابيع في الوقت الذي يبحث فيه هاري ريد زعيم الديمقراطيين في مجلس الشيوخ عن منهج يمكن ان يضمن له الستين صوتا التي يحتاجها.
وسيتعين حتما التوفيق بين اي اختلافات بين مشروعي مجلس الشيوخ والنواب وسيقر المجلسان الصيغة النهائية للمشروع قبل ان يوقعها اوباما لتصبح قانونا.
وقال اوباما في بيان بعد التصويت "بفضل العمل الجبار لمجلس النواب فاننا على بعد خطوتين فحسب من تحقيق اصلاح التأمين الصحي في امريكا. على مجلس الشيوخ الان ان يحذو هذا الحذو ويجيز نسخته من القانون.انني واثق تماما من انه سيفعل ذلك."
واضاف "انا واثق تماما من انه (مجلس الشيوخ) سيفعل ذلك (اقرار مشروع القانون) واتطلع لتوقيع (مشروع) التأمين الصحي الشامل قانونا بنهاية العام."
وسيؤدي الاصلاح الى اكبر تغيير في نظام الرعاية الصحية الذي يتكلف 2.5 تريليون دولار منذ انشاء برنامج ميديكير للرعاية الصحية للمسنين عام 1965.
ويعتبر التصويت التاريخي خطوة كبيرة بالنسبة لاوباما الذي راهن بكثير من رأس ماله السياسي على معركة الرعاية الصحية. وكان من شأن الخسارة في مجلس النواب ان تنهي المعركة وتفسد بقية جدول اعماله التشريعي وتترك الديمقراطيين عرضة لخسائر اكبر في انتخابات الكونجرس العام المقبل.
وخاض الجمهوريون والديمقراطيون مناقشات كانت حامية احيانا طوال يوم السبت وامتدت حتى الليل بشأن المشروع الذي يمنح جميع الافراد تأمينا صحيا ويلزم جميع ارباب العمل عدا الصغار منهم بتقديم تغطية صحية للعمال.
وسيوجد المشروع نظام مبادلات يمكن الاشخاص من اختيار شراء الخطط الخاصة او نظام التأمين الذي تديره الحكومة والذي تعارضه بشدة صناعة التأمين وسيقدم منحا لمساعدة الامريكيين من منخفضي الدخل من شراء تأمين.
ويقول محللو الميزانية في الكونجرس ان المشروع سيوسع التغطية لتشمل 36 مليون امريكي غير مؤمن عليهم يعيشون في الولايات المتحدة مما يرفع من نسبة المؤمن عليهم الى 96 في المئة من السكان وسيخفض عجز الميزانية بنحو 100 مليار دولار على مدى عشر سنوات.
من جون وايتسايدز ودونا سميث
رابط الخبر:

الأحد، 1 نوفمبر 2009

هرطقة يسارية


أنا لست أحسب بين فرسان الزمان
إن عُد فرسان الزمان
لكن قلبي كان دوماً
قلب فارس
كره المنافق والجبان
مقدار ما عشق الحقيقة
نجيب سرور


السياسية في مصر مواسم مثل الخضروات والفاكهة ، فكما يوجد لدينا موسم البطيخ وموسم المانجو وموسم البرتقال . يوجد أيضا موسم مجلس الشعب وموسم انتخابات الرئاسة وموسم مناصرة غزة وموسم مناصرة الأقصى.وكما أن الحوادث في مصر متتالية مثل كل بلدان العالم نجد قضايا تطفو علي السطح فيهتم بها الإعلام والسياسيين وتظل تلوكها الألسن لأيام أو أسابيع ثم تذبل وتخفت وتختفي.والآن لدينا موسم النقاب وحرب الشيخ طنطاوي والشيخ صفوت من ناحية وموسم قطار العياط من ناحية أخري.
بعد أن فشلت الأحزاب عن تقديم الجديد وعجزت علي أن تكون أحزاب جماهيرية حقيقية ظهر لدينا فيروس الحركات والائتلافات. ربما يراها البعض ظاهرة ايجابية، وكما يعلن الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء أن مصر تزيد مولود كل 27 ثانية ، نجد المعارضة تلد ائتلاف كل 27 يوم ، الغريب أن هذه الائتلافات تضم نفس الشخصيات المحترمة ونفس الرموز المشرفة ولكن سرعان ما تذبل هذه التجمعات وتخفت ثم تختفي .
ظهر لدينا في الشهور الأخيرة عدة أشكال ائتلافية جديدة مثل جبهة لا لبيع مصر ، حركة البديل الشعبية، ائتلاف المصريين من أجل التغيير ( كفاية المعدلة) ، وأخيرا الحركة المصرية ضد التوريث "ميحكمش". وهي تذكرني بمواسم البطيخ والبرتقال رغم احترامي وتقديري لعديد من رموز هذه الحركات وصدق نواياهم وإخلاصهم لأفكارهم.
علي الجانب الآخر من المشهد السياسي المصري نجد احتجاجات اجتماعية متصاعدة من فلاحي الإصلاح الزراعي إلي سكان العشش والعشوائيات إلي قري العطش ومن عمال القطاع الخاص لموظفي الحكومة ومن عمال القطاع العام إلي الأطباء وأعضاء هيئة التدريس بالجامعات.كل يوم احتجاج جديد وإضراب واعتصام وتجمهر وامتناع عن القبض ووقفة احتجاجية بشكل لا يخلوا منه يوم. تري في أي مجري تصب هذه الاحتجاجات الاجتماعية في اتجاه الأخوان المسلمين أم ائتلاف التغيير أم لا للتوريث ؟! أم أنها تتم بمعزل عن كل ذلك.
أين شباب 6 ابريل والمدونين الشبان من هذه التحركات وهذه الائتلافات. شباب 6 إبريل يعدون لعقد مؤتمر علي هامش مؤتمر الحزب الوطني لطرح الرؤية الشعبية لمستقبل مصر بواسطة مجموعة من الخبراء المتخصصين في مختلف المجالات بينما ترسل الأحزاب الديكورية ممثليها لافتتاح مؤتمر الحزب الوطني لنعرف من هم مخلفات العهد الماضي ومن هم مستقبل مصر الواعد؟! وأردد مع مظفر النواب:
لا تلم الكافر
في هذا الزمن الكافر
فالجوع أبو الكفار
مولاي
أنا في صف الجوع الكافر
مادام الصف الآخر
يسجد من ثقل الأوزار
تري أين مستقبل التغيير الحقيقي الجذري في مصر، مع الائتلافات السياسية القاهرية أم مع الاحتجاجات الاجتماعية العفوية؟! لقد كتبت في 6 ابريل أن ما حدث كان شهادة وفاة لكل الأحزاب المصرية وان عمرها الافتراضي انتهي وأصبحت غير صالحة للاستعمال ومكانها متحف القلعة أو لقاءات السيد صفوت الشريف معهم وتوزيع الحصص الانتخابية!!!
ظلت أفكار الكفر والهرطقة تطاردني أن احدد مكاني مما يحدث ، وظلت كلمات شاعري المفضل محمد سيف تطاردني:


" يا دي العمي المرسوم علي جباه السلف
هل من أدين بقيت ، ما صابهاش التلف!
دول كانوا إن قالوا
يلوطوا في الحكمة ،والأفكار
ماتوا ومات وقتهم
ما حصدوا غير العار
لا شقت الأسوار حكايتهم
ولا السما بكيتهم
ولا مجدتهم في السكك أشعار
ماتوا مابقوا كلمة مسموعة
ولاراية مرفوعة
ماتوا وكانوا كتار
منذ أكثر من 35 سنة أخشي أن يصل بي الحال في نهاية حياتي إلي مصير من نعاهم لنا محمد سيف في مطلع السبعينات.وبما اننا نخسر كل يوم رفيق أو صديق ، وبما أن ليالي العمر الباقية معدودة علي رأي فاتن حمامة فقد قررت الجهر بالكفر السياسي بما يحدث.
أقر واعترف وأعلن وأنا في كامل قواي العقلية أنني غير مكترث بمعركة التوريث لأن احمد زى الحج أحمد وعيشة زى أم الخير المهم هو اقتلاع هذا النظام الاقتصادي الاجتماعي الرأسمالي الفاسد التابع من جذوره ولا تفرق معي من سيكون الرئيس القادم حتى لو كان أحمد شوبير أو عصام الحضري لأنهم سينفذون نفس السياسات ويستمرون في نفس الانحيازات وأنا لي سياسات أخري وانحيازات مختلفة. ولأن الناس في بلادي لا يهمهم جمال واللي خلفوه ومهمومين بأكل العيش ومحدش هيروح يصوت لأن النتيجة معروفة والناس فاهمة كل حاجة.
وكمان أنا مش مع غزة ولا الأقصى لأن دي قضية لن أفيد فيها طالما بقيت كامب دافيد وطالما بقيت للعدو الصهيوني سفارة في قلب القاهرة وعلم يدنس سماء مصر ومصالح اقتصادية مشتركة بين رؤوس النظام والكيان الصهيوني.
ما يشغلني ويؤرق نومي هو كيف يتم نظم كل الاحتجاجات في مجري واحد يضم موظفي الضرائب العقارية ومنتفعي الإصلاح الزراعي ، ويضم شباب 6 أبريل واتحاد أصحاب المعاشات والمدونين ولجنة الدفاع عن المعاشات، ويضم حركات المعلمين و9 مارس وأطباء بلا حقوق مع اللجنة التنسيقية العمالية وشباب تضامن ، ويضم احتجاجات قري العطش ومرضي التأمين الصحي وسائقي التوك توك وسكان الدويقة وإداري التربية والتعليم.
لا تشغلني معركة التوريث ونصرة الاقصي لأن الحلم في وطن حر سيكنس كل ذلك ويوم تسقط كامب دافيد تتغير موازين القوي بما يدعم فلسطين بشكل حقيقي.لقد قررت مقاطعة كل المواسم وجعل العام كله موسم واحد شعاره التغيير الشامل اقتصاديا واجتماعيا وسياسياً، وحكم الفقراء من عمال وفلاحين وموظفين وحرفيين.
كل ذلك بحاجة لحزب سياسي من نوع جديد، حزب ينظم كل هذه الحركات والاحتجاجات ويصنع منها المستقبل.هل يمكن أن يتحقق ذلك لكي لا تنطبق علينا قصيدة محمد سيف السابقة. إنني لازلت أعيش الحلم.
يا بلادي
والإصباح عيون وأيادي
إذا ما عدي ع الوادي
حايزيح قصاده كل ليل ميت
تتفتح الأبواب
تدب الرعشة في عروقها لنور الشمس
حانغني ،كما لوكنا بنغني لأول مرة
ونحب كما لوكنا ما حبينا بالمرة
يتقابلوا لأصحاب بعد غيبة طويلة
نفس الايدين المعروقين
نفس العيدان النحيلة
اللي حاترسم من جديد
سكة حياة.. للوطن


إلهامي الميرغني
29/10/2009