السبت، 8 سبتمبر 2012


عيد الفلاح

في 9 سبتمبر عام 1981 قاد عرابي زعيم الفلاحين مظاهرة شعبية الي قصر عابدين ترفض تدهور الأحوال الاقتصادية والتدخل الأجنبي ورقابة المقرضين علي المالية المصرية ورفع عرابي ورفاقه عدة مطالب هي :
- زيادة عدد الجيش إلى 18000 جندي.
- تشكيل مجلس شورى النواب على النسق الأوروبي.
- عزل وزارة رياض باشا.
هكذا تحرك عرابي والفلاحين من اجل وقف القروض والرقابة المالية الأجنبية علي مصر ومن اجل تشكيل مجلس شو

ري
فقط رطت الثورة العرابية بين تدهور اوضاع الفلاحين والوضع الاقتصادي والديمقراطية منذ اكثر من 130 سنة
وما اشبه الليلة بالبارحة

في 9 سبتمبر 1953 صدر قانون الاصلاح الزراعي وحدد الحد الأقصي للملكية بمائتين فدان لمواجهة الأقطاع وتحديث الريف
واكب ذلك انشاء وحدات مجمعة في كل قرية كبيرة تضم مدرسة ووحدة صحية وجمعية زراعية

لكن مرت الايام وتم تدمير الريف المصري عبر ترسانة تشريعات منها:
- تصفية الحركة التعاونية الفلاحية بشكل كامل منذ منتصف السبعينيات. وذلك بحل الاتحاد التعاوني الزراعي المركزي ، ثم عودته تحت ضغوط قوية – على محاور مختلفة – مفرغاً من أي دور تعاوني فلاحى فاعل ومؤثر.
- القانون 117 لسنة 1976، الذي تم بمقتضاه إحلال ما يسمى بنوك القرى محل الحركة التعاونية، وتحول عملية الائتمان من خلال الفوائد المرتفعة إلى عبء كبير أدى إلى إهدار الفلاحين بل ودخولهم إلى السجون أو تهديدهم بذلك. وتحويل بنك التسليف الذي قام باموال التعاونيات الي بنك التنمية والائتمان الذي يقرض الفلاحين بفوائد مرتفعة
- القانون 96 لسنة 1992 بالعلاقة الايجارية في الأرض الزراعية وتحويل عقد الايجار الي عقد مؤقت محدد المدة
- الغاء الدورة الزراعية وتعويم سوق منتجات الانتاج الزراعي
تواكب مع ذلك تدهور التعليم والصحة في الريف وغياب مياه الشرب النقية وتفجر الأوبئة في البرادعة وصنصفط والعديد من قري مصر وازدياد الفشل الكلوي وفيروسات الكبد
تفجر مشكلة الإسكان في الريف خاصة في القري التي لا يوجد لديها ظهير صحراوي ولا تملك إمكانيات التوسع
تردي وتدهور شبكة الطرق الترابية في الريف المصري وارتفاع معدلات الحوادث والاصابات
عدم تصنيع الريف وارتفاع حدة البطالة بين شباب الريف خاصة النساء
تدهو أوضاع الفلاحين وتعرضه لاستغلال مكثف من الشركات الدولية التي سرقت الشفرة الوراثية للبذور المصرية واجبرتنا علي شراء الاسمدة والمبيدات المسرطنة
واستغلال الدولة واجهزتها البيروقراطية وانحيازهم لصالح كبار الملاك والشركات الزراعية علي حساب صغار ومتوسطي الفلاحين

عندما كنا اطفال كنا نغني مع سيد اسماعيل فدادين خمسة وهي اغنية الاصلاح الزراعي الذي تم تدميره وطرد الفلاحين من ارضهم بعد سداد ثمن الارض ، وهو نفس ما تكرر مع فلاحي الأوقاف . وماتت اغنية سيد اسماعيل وتبخرت أمام سوق زراعي مفتوح في مستلزمات الانتاج والتسويق ، وغاب الارشاد الزراعي والميكنة ، وعاد الفلاح ليقاوم نفس الاعداء الذي حرابهم عرابي ورجاله منذ اكثر من 130 سنة.

اننا ونحن نحتفل بعيد الفلاح في 9 سبتمبر 2012 نؤكد علي ما رفضه جدنا عرابي من رقابة الاجانب علي المالية واغراقنا بالديون ، ونطالب ببرلمان ديمقراطي يعبر عن مصالح العمال والفلاحين بتوجهاته وليس بنسبة العمم واصحاب الجلابيب

إن اي تنمية في مصر لا بد وان تمر من بوابة التنمية الزراعية
تحية الي الشهيدة نفيسة المراكبي وكل شهداء الفلاحين من عرابي الي فلاحي بهوت في الاربعينات الي صلاح حسين في الستينات الي نفيسة المراكبي
تحية الي نقابات الفلاحين المستقلة ونقابات عمال الزراعة المستقلة
ان تحرير النقابات والتعاونيات الزراعية
وتطوير وتحديث وتصنيع الريف هو الخطوة الأولي نحو تحرير الفلاحين
وكل عام وفلاحين مصر بخير 

إلهامي الميرغني
9 سبتمبر 2012