الأربعاء، 20 فبراير 2008

رفع الحد الأدنى للأجور فقط .. لن يصلح الأمور


انطلقت قوي السوق وارتفعت الأسعار دون ضوابط ورغم فشل كل ما يسمي السيطرة علي قوي السوق ومنع الاحتكار ، نتيجة بيع شركات القطاع العام وإطلاق يد شركات الاستثمار في تسعير منتجاتها دون ضوابط وزيادة الاعتماد علي الواردات الأمر الذي قفز بسعر زجاجة الزيت من 1.5 جنيه في يناير عام 1981 إلي 9 جنيه في يناير عام 2008 بنسبة 500%، وسعر البيضة من 9 قروش إلي 60 قرش بنسبة 567% وكيلو المكرونة من 80 قرش إلي 3 جنيهات بنسبة 275%. بل أن سعر كيلو الأرز أرتفع ما بين يوليو 2006 ويوليو 2007 بنسبة‏30,5%‏ والفول‏16,5%‏.‏في نفس الوقت ظل الحد الأدنى للأجور ثابت عند 35 جنيه بحكم القانون رقم 53 لسنة 1984 ولم يرتفع حتى الآن؟!!!!

إننا نعاني من سوء الإدارة الاقتصادية وزيادة الاعتماد علي الخارج الأمر الذي وصل بعجز الميزان التجاري إلي 57.1 مليار جنيه عام 2004/2005 بل لقد ارتفعت قيمة الواردات من 105.6 مليار جنيه عام 2003/2004 إلي 133.1 مليار جنيه عام 2004/2005 وبزيادة تبلغ 32% في عام واحد ليزداد تآكل قيمة الأجور النقدية التي نحصل عليها.

لقد جاء تقرير معهد التخطيط القومي لعام 2007 ليؤكد ارتفاع متوسط الأجر الأسمي للعامل من 520 جنيه شهريا في عام 2001/2002 إلي 617.4 جنيه شهرياًَ عام 2004/2005 بينما الأجور الحقيقية أي قدرة الجنيه أجر علي شراء السلع والخدمات قد انخفض من 520 جنيه شهرياً إلي 489.9 جنيه شهرياً خلال نفس الفترة. فالعامل الذي كان مرتبه 520 جنيه منذ 4 سنوات وارتفع إلي 617.4 جنيه في 2004/2005 هي في الحقيقة تساوي 489.9 جنيه بأسعار عام 2001 وبذلك حدث انخفاض في الأجر يشعر به الجميع ويعتبرون أن المرتب يتبخر كالبنزين و أن الفلوس قلة بركتها ولكن الحقيقة أن الأجور الحقيقية انخفضت نتيجة إطلاق قوي السوق بلا ضوابط بما يؤدي لمزيد من تدهور معيشة محدودي الدخل من أصحاب الأجور الثابتة .

كما أدي تطبيق سياسات الحكومة إلي المزيد من الخلل في توزيع الدخل حيث انخفض نصيب الأجور من الناتج المحلي الإجمالي بين عامي 2001/2002 و2004/2005 من 31.1% إلي 28.2% بينما ارتفعت حقوق عوائد التملك الأخرى من 68.9% إلي 71.8% بما يعكس انحياز هذه السياسات الواضح لصالح الرأسمالية وعلي حساب محدودي الدخل .

لقد أكد د. محمود عبد الحي مدير معهد التخطيط السابق أن سوء توزيع الدخل يقلل من الشعور بزيادة النمو و وقال ، إنه لا يمكن لأي سياسة اقتصادية في مصر أن تنجح مادامت أجور الموظفين الأساسية لا تشكل إلا 25% من دخلهم، كاشفاً أنه دعا المسئولين إلي أن تبدأ المرتبات من 750 إلي1.000 جنيه، كرقم واحد، لكنه ووجه باعتراضات أهمها الخوف من زيادة عبء التأمينات الاجتماعية. هذه شهادات خبراء محايدين.

إننا نواجه عدة مشاكل مرتبطة بقضية الأجور والأسعار أهمها:
ـ تناقص أهمية الأجور الأساسية والتوسع في منح أجور تكميلية في صورة حوافز وبدلات أصبحت تشكل الجزء الرئيسي من الدخل ووجود هوة شاسعة بين الحد الأدنى والحد الأعلى للأجور.
ـ غياب وجود حد أدني للأجور يتغير بتغير الأسعار ويتحرك دورياً.
ـ خصخصة المرافق والخدمات العامة، تخلي الدولة عن دورها في ضبط الأسعار وترك قوي الاحتكار تتلاعب بالسوق.
ـ عدم وجود آلية واضحة لتنظيم العلاقة بين الأجور والأسعار، إطلاق قوي السوق بلا ضوابط ولا رقابة مما أدي لتدهور معيشة محدودي الدخل.
ـ زيادة الاعتماد علي الخارج والتوسع في الواردات.
ـ سياسة زراعية سيئة تزيد من عجز الميزان الزراعي وانخفاض الاكتفاء الذاتي من مختلف السلع الزراعية.
ـ انخفاض الإنتاجية.

لذلك كان لا بد من مواجهة هذه القضية الحيوية لكل كاسبي الأجور في مصر، وفي الانتخابات النقابية العمالية الأخيرة حددت اللجنة التنسيقية للحقوق والحريات النقابية والعمالية الحد الأدنى المطلوب لمعيشة أسرة معيشة كريمة هو 1,500 جنيه شهرياً وتوصلت بعد اللجان العمالية الأخرى لتحديده بنحو 1,200 جنيه بينما توصل حزب التجمع إلي إن الحد الأدنى المناسب يكون بحدود 900 جنيه.

وبعد أن كان اتحاد العمال الحكومي يتحدث عن رفع الحد الأدنى للأجور إلي 300 جنيه ونتيجة ضغط القواعد العمالية وانفجار التضخم تم رفع ذلك السقف إلي 600 جنيه وفق التصريحات الأخيرة للسيد حسين مجاور رئيس الاتحاد . ولقد أكدت كافة المنظمات النقابية ومنظمات المجتمع المدني المهمومة بالقضايا العمالية علي ضرورة تفعيل دور المجلس الأعلى للأجور الذي تشكل بالقانون رقم 12 لسنة 2003.

لقد أعلن وزير التنمية الاقتصادية أنه ستتم زيادة الحد الأدنى للأجور إلي 450 جنيه اعتباراً من يوليو القادم ، وان المجلس الأعلى للأجور سيجتمع خلال أيام لتحديد الحد الأدنى للأجور.

إننا نود التأكيد علي أن رفع الحد الأدنى للأجور وحده لا يكفي ما لم يرتبط بتعديل آليات إدارة السوق والاقتصاد . فالزيادة يمكن أن تفجر موجة من التضخم بينما المطلوب المزيد من الرقابة علي الأسعار وتخفيض الواردات وتعديل السياسية الزراعية وزيادة الإنتاجية.

المطلوب دمج الأجور المتغيرة في أجر واحد يكفي معيشة آدمية للمواطن وأسرته ، وتقليل الفروق بين الحد الأدنى والحد الأعلى،وإيجاد آلية تلزم القطاع الخاص بتطبيق الزيادة وعدم قصرها علي القطاع الحكومي فقط ، وإيجاد حل لمشكلة الأجور بالقطاع الخاص غير المنظم . بدون ذلك ستظل المشكلة وتستمر فليس بزيادة الأجور فقط تنصلح الأمور ولكن بحزمة متكاملة من السياسات . فهل الحكومة مستعدة لذلك؟!!!

إلهامي الميرغني
مستشار اقتصادي
16/2/2008
eme55@hotmail.com

الأحد، 17 فبراير 2008

تعريفات سياسية جدا


الدستور
هو الشئ الوحيد اللى كلما يتعدل..البلد يتعوج اكتر
المواطنة
أن توطن نفسك على انه مفيش فايدة

خطاب الرئيس
كلام يكتبه شخص ليقرأه شخص آخر على أشخاص يعرفون أن شخصا آخر هو الذى كتبه لكنهم يصفقون للشخص الذى يقرءاه
مجلس الشعب
هو الهيئة التى تساعد الحاكم لكى يجلس على الشعب
التحديث
السياسات الحكومية التى تؤدى إلى جعل المواطن يمشى فى ربوع الوطن وهو يتحدث مع نفسه
التعدديـــــــــة
حرص نظام الحكم على ضمان تعدد الفترات الرئاسية للحاكم بحيث يستمر فى الحكم حتى يعدد الناس عليه
سينـــــاء
شبه جزيرة حررها المصريون بدمائهم ليمنعوا الإسرائيليين من التجول فيها بالملابس العسكرية ولتسمح لهم اتفاقية كامب ديفيد بالتجول فيها بالمايوهات
قانون الطوارئ
القانون الذي يسمح للحاكم باعتقال من يشاء كلما طرأ ذلك على باله
العصيان المدنى
خروج المدنيين لإعلان رفضهم لسياسات الحكومة قبل أن يضربهم الأمن المركزى بالعصيان
الصراع الطبقى
صراع الشعب من اجل إزالة الحاكم الذى طبق على نفسه لعشرات السنين
سياسة الاعتدال
قيام الحاكم بالاعتدال على العرش فى نهاية فترته الرئاسية لكى يبدأ فترته الرئاسية الجديدة
الترشيح
الفلتر الذى لابد من استخدامه للتمكن من عصر خيرات البلاد حتى أخر قطرة
إقرار الذمة المالية
يقدم المسئول الحكومى عند بداية شغل منصبة إقرارا يؤكد فيه أن ذمته انتقلت إلى رحمة الله
الكسب غير المشروع
قيام الحاكم بكسب رزقه من نهب أموال المشروعات الحكومية من غير أن يركز على مشروع واحد بالذات
التضخم
الحالة التى تصيب الشعب بعد ربع قرن من ضربة على قفاه
العدل
عدل المواطن حتى يأخذ على قفاه بشكل مريح لمن يضربه
السواد الأعظم
هو السواد الذى يشوفه الشعب الذى يسكت معظم أبنائه على استبداد وفساد حكامه
سياسة التقشف
تجويع الشعب إلى أن يتقشف جلدة
إعادة الهيكلة
توفير كل الضمانات الأمنية والسياسية لعدم ترك الحاكم لعرش السلطة إلا وهو هيكل عظمى
السيدة الفاضلة
السيدة التى تفضل هى وزوجها فى الحكم لأكثر من ربع قرن
حزب الأغلبية
الحزب الذى يذيقك الغلب والذل وتعيش تحت حكمة اغلب فترات حياتك
الانجازات
المشروعات التى تفتتحها الحكومة ويضخمها إعلامها لحد الناس ما تجيب جاز
العالم التالت
العالم الذى يتم فيه توريث الحكم دون أن يجرؤ الشعب على قول تلت التلاتة كام
النظرية النسبية
النظرية التى ابتكرها اينشتاين وطبقها شخص آخر بتشكيل الوزارة من مجموعة من النسايب

الاثنين، 4 فبراير 2008

الشفافية وتداول المعلومات في مصر

الشفافية وتداول المعلومات في مصر

عرف العالم مصطلح الشفافية مع بداية التسعينات وصعود العولمة الليبرالية وثورة المعلومات وتحول العالم إلي قرية كونية.ولكن رغم ما تردده الحكومة وإعلامها الممل ليل نهار دعونا نتأمل الوضع في الواقع المصري.

يمثل الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء الوعاء الرئيسي للمعلومات في مصر ويمتلك الجهاز بالفعل الكوادر القادرة علي مواكبة ثورة المعلومات ولكن للأسف رغم كل تطورات التقنية الحديثة لم تتطور آليات العمل بل ازداد تخلفها. ولي تجارب شخصية عديدة مع الجهاز منها:
ـ عام 1985 وكانت الهجرة المصرية للخارج في ذروتها كنت اعد بحث لدبلومة الاقتصاد عن هجرة المصريين وتقدمت للجهاز طالباً البيانات . طلبوا خطاب من الدراسات العليا أحضرته وانتظرت حتى صدر قرار من رئيس الجهاز بإعطائي المعلومات المطلوبة وطلب مني سداد رسوم في حدود 160 جنيه وقتها.سددت المبلغ واستلمت ورقتين بهما بيان بأن العمالة المصرية في الخارج 168 ألف بينما كانت الأرقام المتداولة في حدود 2 مليون ولما سألت الموظف المسئول أجاب بأن هذا هو المتاح !!!
ـ تقدمت في العام الماضي للحصول علي بيانات عن المستشفيات الخاصة في مصر وسددت الرسوم المطلوبة ولكنني حصلت علي بيانات 2003 ، وسألت كيف يوجد فرق 4 سنوات حدثت بها تغيرات متعددة وأنا اعد دراسة جدوى لبنك سيقوم بتمويل مشروع مستشفي ولو حصلت علي بيانات غير دقيقة ستكون الدراسة خاطئة وسيتم تمويل مشروع بالخطأ أو حرمان مشروع من تمويل يستحقه.كما يتم إعطاء البيانات في أوراق عريضة تعمل علي أجهزة منقرضة فهذه هي الشفافية!!
ـ لكي نحصل علي بيانات الصادرات أو الواردات يبيع الجهاز البنود الجمركية بالبند ولكل سنة سعر ومن يرغب يشترك في قاعدة بيانات الجهاز مقابل 1.200 جنيه للأفراد ، بينما يمكن في السعودية التي يبلغ فيها دخل الفرد أضعاف الدخل في مصر الحصول علي كامل بنود الواردات مقابل 100 ريال لجميع البنود الجمركية والتصنيفات المختلفة إضافة إلي قرص مدمج يسهل التعامل الاليكتروني مع البيانات.فهل تنقصنا الكفاءة أم تنقصنا الإرادة؟!!

بعد أن عجزت جهود إصلاح الجهاز المركزي لجأت الحكومة لبناء جهاز معلومات جديد هو " مركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار " وقاد الدكتور رأفت رضوان تجربة رائدة تؤكد أنه من الممكن بناء كيان معلوماتي متميز لو توافرت الإرادة ويستكمل الدكتور ماجد عثمان قيادة كتيبة متميزة تمثل نقطة مضيئة وسط ظلام المعلومات الحكومية, من الممكن أن نتفق مع بعض نتائج دراسات المركز ونختلف مع أخري ولكن الاختلاف من أرضية العلم والمصلحة العامة والحرص علي مصلحة هذا الوطن.يمكن لمركز المعلومات ودعم اتخاذ القرار إعطاء الباحث المعلومات ورقية أو علي وسيط إليكتروني وبما يحقق المنفعة المتبادلة. العجيب أن المركز يقوم بإعطاء بيانات وسلاسل زمنية حتى العام الحالي ومصدر العديد منها هو الجهاز المركزي للتعبئة العامة والإحصاء ولكن للشفافية في مصر حكم لا نعلمها.

تصر بعض الجهات علي سرية تقاريرها ومنها بنك الاستثمار القومي الذي اضطر لجنة الدفاع عن أموال المعاشات إلي رفع قضية لتمكينه من الإطلاع علي تقارير البنك ومعرفة مصير أموال المعاشات.هذه هي شفافيتنا حماها الله.

رغم كل الضجيج الذي تملؤه وزارة البترول والمجلات الإعلامية المليئة بالمعلومات المضروبة عن رصيد مصر البترولي ، لي تجربة مهمة مع الشركة القابضة للبتروكيماويات حيث تقدمت بطلب رسمي للحصول علي معلومات عن حجم الاستثمارات في القطاع وفرص الاستثمار المتاحة من خلال البيانات المنشورة وإنني مستعد لسداد الرسوم وظللت أتردد علي الشركة القابضة أكثر من 6 شهور دون فائدة. هذا نموذج آخر للشفافية المصرية.

" عندما تريد الحصول علي معلومات عن مصر عليك بتقرير السفارة الأمريكية " هذه نصيحة من باحث مخضرم اتمسك بها ، واذكر عندما كنت اعد دراسة حول أموال التأمينات وتعرضت لموضوع الديون المحلية إلي الناتج المحلي الإجمالي . لم أجد سوي موقع المخابرات المركزية الأمريكية لأجد عليه كل ما احتاج وحتى الشهر الماضي ، هذه هي الشفافية !!1

إنني أدعو المهتمين للدخول لموقع مركز معلومات مجلس الوزراء ليجد دراسات عن تضارب أرقام التجارة الخارجية والسياحة كل وزارة أو جهة تعطي رقم مختلف فهل هي وزارات في دولة واحدة أم كل شيخ يعمل بطريقته ، وكيف يطمئن صانع القرار لصدق هذه المعلومات؟!!!نفس الشئ ينطبق علي بيانات الصناعة والزراعة والتعليم والصحة ، فوضي عارمة لا تساعد علي اتخاذ أي قرار سواء من المستثمرين أو من الحكومة.

الأعجب من ذلك أن رئيس الوزراء يعلن أن رقم دعم الغذاء يبلغ 15 مليار جنيه بينما الرقم المسجل في الموازنة التي قدمها هو بنفسه لمجلس الشعب تتحدث عن 9 مليار جنيه فلماذا الكذب؟ وعندما تتحدث وزيرة القوي العاملة بأنه لا توجد لدينا بطالة بينما كل الأجهزة الحكومية تتحدث عن رقم بحدود 2.2 مليون متعطل وتصل في تقديرات أخري إلي 6 مليون متعطل . لماذا يكذب المسئولين ولماذا لا يتفقون علي الأرقام والبيانات التي يعلنونها؟!!!!


إن الشفافية ليست مجرد شعار خالي من المضمون ، وليس مجرد بيانات مضروبة ، ولكنها حقائق لمصلحة الوطن. المستثمر بحاجة لمعلومات دقيقة ليوجه استثماراته بشكل صحيح ، والمسئول يحتاج معلومات دقيقة ليتخذ قرار بشكل صحيح ولكن حين تغيب الحقيقة يغرق الجميع.

إن تداول المعلومات والبيانات حق من حقوق الإنسان بحكم كافة المواثيق ، فلا يجب أن نتجه لإذاعة لندن أو إسرائيل لنعرف حقائق عن أنفلونزا الطيور مثلاً فذلك العهد مضي ولن يعود ، وإذا لم تتحقق الشفافية بشكل حقيقي سيغرق الجميع فمن المسئول الرئيسي لنحاسبه ، أم هي مسئولية مشتركة للنظام بكافة مؤسساته وأجهزته. إن الشفافية أسلوب عمل ومنهج ولكن يبدوا أن الحكومة تفهم إنها الملابس الشفافة في كليبات الأغاني فقط وتلك هي المشكلة!!!

إلهامي الميرغني
3/2/2008
eme55@hotmail.com