الضابط اسلام نبيه المدان بالتعذيب اللواء حبيب العادلي وزير الداخلية
سقوط شهداء من رجال الشرطة خبر يؤلم أي مصري يعيش في هذا الوطن مثل نقيب الشرطة الذي فقد حياته في مطاردة مع خارجين علي القانون يحاولون اغتصاب فتاة ، ومنذ ايام اللواء الشهيد مصطفي زيد مدير مباحث الجيزة خلال تفقد عدد من الأكمنة علي طريق المحور ، واخيرا اللواء الشهيد إبراهيم عبدالمعبود مدير البحث الجنائي بالسويس . هذه عينة من النماذج المشرفة لرجال الشرطة المدافعين عن القانون وحفظ النظام العام وهو جوهر دور ورسالة الشرطة.
إن سقوط شهداء الشرطة شئ مؤلم لأنه لم يحدث في معارك مع اسرائيل بل في معارك مع الخارجين علي القانون.لكن الانفلات الأمني والعنف وعودة البلطجة وفوضي الشوارع وارتفاع معدلات حوادث المرور وانتشار تجارة المخدرات تجعلنا نتساءل اين الشرطة؟ لقد تفرغ رجال الشرطة للتشريفات ومواكب المسئولين وحماية الفساد والمفسدين وتزوير الانتخابات وتعذيب المواطنين داخل اقسام الشرطة وتلفيق القضايا للابرياء ووجود 15 ألف معتقل والقتل خارج القانون . لذلك سادت الفوضي واختلت موازين الأمن.
عندما تعرض عماد الكبير سائق الميكروباص لهتك عرضه في قسم شرطة بولاق الدكرور وتصويره ونشر الفيديو لازلاله لم يصمت وواصل دفاعه عن كرامته وادانت المحاكمة الضابط اسلام نبيه . ولكن كم من حوادث التعذيب لم يتقدم اصحابها للقضاء ؟! وكم حوادث قتل خارج القانون مثل سباك العمرانية الذي تم القائه من الشرفة ، وحادث اسوان الذى قتل فيه شخص خارج القانون بادعاء مقاومته للسلطات وهو ما نفاه كل شهود الحادث.
إن التوسع في التعذيب وتجاوز القانون من بعض رجال الشرطة وانشغالهم عن وظيفتهم الاساسية هو الذى قاد إلى هذه الكارثة التي اصبح يكتوي بها رجال الشرطة باعبتارهم جزء من هذا الشعب وضحايا للانفلات الأمني.
نشرت الصحف اليوم ثلاثة اخبار هي:
ـ الشروق نشرت خبر عن حملات الشرطة ضد المجاهرين بالافطار في رمضان في اسوان وتوسيع الحملة لباقي المحافظات وقد اعتبرها بعض رجال الشرطة جزء من دور الشرطة في حفظ الأداب العامة والنظام . لقد تحولت الشرطة إلي شرطة دينية تمارس الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.
ـ الخبر الثاني في جريدة اليوم السابع عن استشهاد اللواء إبراهيم عبد المعبود مدير مباحث السويس خلال مواجهة مع تجار المخدرات واصابة عدد من ضباط الشرطة.
ـ الخبر الثالث عن اصابة عدد من رجال الشرطة في 6 أكتوبر خلال ضبط سيارة محملة بالمخدرات ( اليوم السابع).
العلاقة بين الاخبار الثلاثة هامة فانشغال الشرطة عن دورها الاساسي والتوسع في التجاوزات والتعذيب والقتل خارج القانون والاهتمام بالأمن السياسي والتشريفات وتزوير الانتخابات هو سبب الانفلات الأمني وانتشار البلطجة وحوادث المرور القاتلة وانتشار تجارة المخدرات.
إن سقوط بعض الشهداء من رجال الشرطة مشكلة تعكس انهيار هيبة النظام كله ، فهل يفيق عقلاء الشرطة قبل فوات الأوان؟! هل تعود الشرطة لممارسة دورها الحقيقي ام تستمر التجاوزات التي يدفع الشعب المصري ثمنها ومعهم بعض رجال الشرطة.
اخشي ان يكون الرد بالمزيد من القمع وتجاوز القانون والخروج عليه في ضربات انتقامية لبعض أوكار الجريمة دون مواجهة شاملة تنتزعها من جذورها تعتمد علي سيادة القانون ولكي تعود الشرطة في خدمة الشعب وليس في خدمة لصوص الشعب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق