الجمعة، 30 أبريل 2010

البرادعي والمعارك القذرة














حرب البرادعي

منذ بدأت فكرة ترشيح الدكتور البرادعي للرئاسة لم تغريني هوجة البرادعي التي حولته للمخلص وركز البعض جهودهم علي مجرد تغيير بعض مواد الدستور لتسمح بترشيح آخرين .بينما اري ان المشكلة اعقد من ذلك بكثير طالما ظلت التدخلات الإدارية وتزوير الإرادة الشعبية ، وطالما ظلت الانتخابات بقانون ممارسة الحقوق السياسية الذى وضع عام 1956 لتأصيل الاستبداد السياسي ، ومالم نتحول للانتخاب بالرقم القومي لكي لا ينتخب الموتي والغائبين والانتخاب في اكثر من لجنة انتخابية.
وقبل كل ذلك ما لم ينتظم الناس في نقابات حرة مستقلة واحزاب حقيقية ويدافعون عن مصالحهم سنظل ندور في حلقات مفرغة ولن ينقذنا منها البرادعي أو غيره.
لكن لا شك ان دخول البرادعي كرقم في المعادلة أوجد نوع من الحراك السياسي خاصة بين الشباب الباحثين عن ممثل حقيقي يتبني مطالبهم ويدافع عنهم. لذلك انا لا اشارك في زفة البرادعي ولست من محاسيبه ولن احج لكعبة البرادعي في الطريق الصحراوي لأخذ البركة .
ولكنني ضد المعارك القذرة التي يقودها مليونير الحديد وزبانيته ضد الرجل والتي تحول الخلاف لمعركة شخصية للتشهير بالرجل رغم ان كلهم عرايا وعوراتهم تملئ علينا شاشات التلفاز وصفحات الصحف .
أما احزاب الحكومة أو عواجيز الفرح الذين اصبحوا بعد ان تجردوا من ملابسهم قطعة قطعة من اجل الصفقات والكوته عرايا من اي شئ يستر عوراتهم .وااصبحوا جزء من النظام القائم وحزبه ، يحاولون الدخول في الخطة العزية للتشهير بالرجل . بل ووصل الأمر كما نشر موقع محيط :
http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=370103&pg=19
استخدموا احد أهم رموز التخلف والظلامية في مصر وشيخ الحسبة يوسف البدري ليفتي بكفر البرادعي نتيجة بعض تصريحاته ، ليؤكدوا لنا للمرة المليون انهم ماتوا ورائحة العفن تنبعث من مقراتهم المهجورة الا من المخبرين والعملاء وبعض السذج الذين يتوهمون إمكانية الحفاظ علي وضوئهم الثوري وسط مواخير المعارضة الحكومية.
ان استخدام يوسف البدري في المعركة ليس بغريب علي عواجيز الفرح ولكنه لن يفك العزلة عن هذه الأحزاب الورقية ولن يحولها لرقم فاعل في المعادلة السياسية .
كما أن الحراك السياسي قادم لا ريب فيه بنقابات مستقلة مثل الضرائب العقارية واحكام قضائية مثل حكم التأمين الصحي وحكم الحد الأدني للأجور وحكم رفض نظام تسعير الأدوية ، الحراك بدء من 6 ابريل عندما نظم الشباب اضراب عام منذ اعوام ، الحراك بدء من شباب المدونين ومجموعات الفيس بوك والروابط العمالية وروابط الفلاحين للدفاع عن الأرض والمياه ، الحراك بدء في اعتصام فلاحين طوسون وعمال أمنستوا واستصلاح الأراضي . لكن بقي ان تتحول هذه التحركات إلي منظمات دائمة تقود الحركة بوعي أكبر وتنسق الجهود لتصب كلها في مجري الفيضان الذى سيزيل كل الأوساخ العالقة في مجري الوطن.
إلهامي الميرغني
30/4/2010