السبت، 4 أغسطس 2012


محمد أبو العينين مستثمر من دولة الفساد
أمتعنا الباحث الجاد الأستاذ رضا عيسي خلال دورة تدريب كوادر النقابات المستقلة بدراسة جادة عن منطقة شمال غرب خليج السويس والتي أنشئت علي أساس قانون المناطق الاقتصادية الخاصة في مصر والمنظمة بالقانون 83 لسنة 2002 والصادر في عهد وزارة الدكتور عاطف عبيد.
رغم أن دراسات المشروع تحدثت عن حق انتفاع لمدة خمسين سنة للأرض مقابل 25 جنيه جاء القانون ليبيع الأرض مقابل 5 جنيهات للمتر المربع.
اشتري 4 مستثمرين كامل ارض المشروع ليتم بيعها بعد ذلك بمئات الجنيهات ليحققوا أرباح خيالية من سعر بيع الأرض فقط. وتوزعت الأرض بين 4 مستثمرين رئيسيين:
-      26% من مساحة المشروع لشركة الدورادو التي يملكها محمد أبو العينين احد المتهمين في موقعة الجمل واحد رموز الحزب الوطني ولجنة السياسات.
-      25% لشركة السويس للتنمية الصناعية احد شركة اوراسكوم للإنشاء والصناعة والمملوكة لرجل الأعمال نجيب ساويرس وتقدر المساحة المخصصة للشركة بحوالي 13.2 مليون متر مربع .
-      25% للشركة المصرية الصينية المملوكة لهيئة قناة السويس وبنك مصر وشركة صينية وبعض المستثمرين .
-      24% لشركة تنمية خليج السويس أحد شركات أحمد عز أمين التنظيم بالحزب الوطني المنحل.
لذلك فكل أراضي المنطقة تم تمليكها لكبار الحزب الوطني وقد حققت لهم الملايين كأرباح علي مدي السنوات الماضية ولا زالت.
أعفي القانون البنوك التي تقرض مشروعات المنطقة من الضرائب علي القروض  ( المادة 39) ، كما نصت المادة 41 علي انه لا تسري علي المنطقة أحكام قوانين ضرائب المبيعات والدمغة ورسوم تنمية موارد الدولة ، كما لا يسري عليها أي نوع آخر من الرسوم أو الضرائب المباشرة أو غير المباشرة .
لذلك فإن شركة الدورادو ومواقف رجل الأعمال محمد أبو العينين يمكن أن تعطي نموذج لدولة رجال الأعمال المستمرة في عملها وجني الملايين كأرباح وسرقة حقوق العمال .
لقد تابعت كما تابع ملايين المصريين وقائع المؤتمر الصحفي الذي عقده أبو العينين أمس ليعلن خلاله تصفية شركاته وتشريد الاف العمال . لذلك رأيت أهمية استكمال الجهد الذي بدأه الأستاذ رضا عيسي في محاولة لاستكمال الصورة لتكون تحت نظر الرأي العام المصري وعمال شركات أبو العينين وهم المعرضين الآن لخطر التشريد هم وأسرهم.
من هو محمد أبو العينين؟!
أسمه محمد محمد محمد أبو العينين ولد في 5 سبتمبر 1951 أي أن يبلغ الآن 61 سنة وهو رئيس مجلس إدارة شركة كليوباترا جروب ورئيس لجنة الصناعة والطاقة السابق بمجلس الشعب المصري . تخرج محمد أبو العينين من كلية التجارة وإدارة الأعمال بجامعة حلوان عام 1973. أسس أول مصنع للسيراميك تحت اسم شركة سيراميكا كليوباترا عام 1983 في مدينة العاشر من رمضان وبعد عشر سنوات من تخرجه. واليوم تحول هذا المصنع إلى مجمع صناعي متكامل مكون من 17 مصنعا يعمل به 16 آلف مهندس وفني وعامل، ويبلغ إنتاجه السنوي 100 مليون متر مربع ومليون قطعة من الأدوات الصحية.
يمثل أبو العينين نموذج لرجال الأعمال الذي بني ثروته مع الانفتاح السداح مداح ودولة الفساد ، لذلك اتسع نشاطه وامتد إلي مشروع شمال غرب خليج السويس ومشروعات التنمية الزراعية في شبه جزيرة سيناء ومشروع استصلاح وزراعة شرق العوينات.
بدء أبو العينين نشاطه عام 1983 وقام الرئيس مبارك بزيارة المصنع في عام 1990 لتبدأ مسيرة صعوده الاقتصادي ثم صعوده السياسي عضوًا بمجلس الشعب المصري منذ عام 1995 وحتي برلمان 2010، تقلد أبو العنين عدة مناصب منها:
-         رئيس لجنة الصناعة والطاقة بمجلس الشعب.
-         عضو المجلس الأعلى للسياسات بالحزب الوطني الديمقراطي.
-         رئيس المجلس المصري الأوروبي.
-         رئيس الشعبة العامة للمستثمرين بالاتحاد العام للغرف التجارية.
يضع أبو العينين علي موقع شركة سيراميكا إلي اليوم صور له مع الدكتور أحمد نظيف والدكتورة فايزة أبوالنجا وعدد من المسئولين الذين يدين لهم أبو العينين بالفضل في بناء إمبراطوريته الاقتصادية.
بذلك استخدم أبو العينين الفساد الاقتصادي في صنع إمبراطوريته الاقتصادية والتي دعمها بصعوده السياسي وقربه من جمال مبارك ليمثل نموذج هام للفساد واستغلال النفوذ.
شركات أبو العينين
-      عام 1983 بدأ أبو العينين مسيرته بافتتاح المصنع الأول لسيراميكا كليوباترا بمدينة العاشر من رمضان. و بداء المصنع بإنتاج 3500 متر مربع يومياً مشتملا علي أربع خطوط إنتاج و 300 عامل. وبفضل جهد وعرق العمال كان الإنتاج يتضاعف كل 3 شهور ليصب الملايين في خزائن وحسابات أبو العينين داخل وخارج مصر.
-      عام 1987 تأسست شركة كليوباترا للتنمية الزراعية والإنتاج الحيواني والداجني. وتدير الشركة ستة مزارع متنوعة ، ودخلت للاستثمار في شرق العوينات وسيناء لزراعة القمح والشعير والبقوليات والفاكهة للانتاج المحلي والتصدير إلى الخارج.
-      عام 1993 تم افتتاح مصنع سيراميكا الدورادو أول مصنع لإنتاج البورسلين بالشرق الأوسط.
-      عام 1994أسست شركة كليوباترا سليكون فالي لتصنيع البطاقات الذكية لتنتج مجموعة متنوعة من البطاقات.
-      عام 1995 تأسست شركة كليوباترا للتنمية المتكاملة والمشروعات السياحية والتي تعمل على تطوير عدد من المنتجعات السياحية على طول ساحل البحر الأحمر.
-      عام 1995 حصلت سيراميكا كليوباترا جروب علي شهادة الايزو 9001 ودخل أبو العينين مجلس الشعب لأول مرة.
-      عام 1998 دخلت استثمارات سيراميكا كليوباترا جروب مرحلة جديدة بالحصول علي حقوق تطوير منطقة صناعية في المنطقة الاقتصادية الخاصة بشمال غرب خليج السويس. والتي تضم مصنع الشركة الذي بدأ الاحتجاج.
-      عام 1998 تأسست شركة كليوباترا للموارد المعدنية والتي تضمن التدفق الرخيص والاحتكاري للمعادن اللازمة لخطوط إنتاج السيراميك.
-      عام 2000 دخلت شركة كليوباترا للتعدين وهي شركة متخصصة في استخراج المواد الخام المستخدمة في إنتاج السيراميك.
-      عام 2007 تأسست جالاريا كليوباترا وهي آخر عضو في عائلة سيراميكا كليوباترا.
-      عام 2008 تأسست شركة كليوباترا ميديا للقنوات الفضائية والتي تملك قناة صدي البلد وقناة جحا الكوميدية.
فضلا عن المجال الصناعي يمتد نشاط أبوالعينين إلي المجال الزراعي حيث يمتلك العديد من المزارع في النوباريه، ووادي الملاك، وشرق العوينات، والعاشر من رمضان، وشرق السويس، وسهل الطينة، بالاضافه لاستثماراته العقارية مثل كليوباترا مول، وكليوباترا بالاس، وكليوباترا سكويرز، وكليوباترا بلازا في مدينه نصر والاسكندريه، كما يملك العديد من المشروعات السياحية في شرم الشيخ، والغردقة، والساحل الشمالي، وطابا، والباخرة السياحية فرح بوت، ولم يقتصر نشاطه عند هذا الحد بل يمتد إلي نشاط الإعلام من خلال شركه كليوباترا ميديا.
تم تعيينه من قبل الرئيس مبارك عضوا في المجلس الرئاسي المصري الأمريكي في أبريل 1995. وبمناسبة زيارة الرئيس مبارك إلى الولايات المتحدة في يونيو 1999 وأبريل 2000 وأبريل 2001 ، قام بنشر 3 ملاحق بصحيفة واشنطن بوست حول العلاقات المصرية الأمريكية وسبل تعزيزها. وهو كذلك عضو مجلس الأعمال المصري الإيطالي.
كيف بني أبو العينين دولته
أعتمد أبو العينين في بناء دولته علي منظومة الفساد السائدة في جميع قطاعات الدولة والقطاع المصرفي. فهو يحصل علي الأرض كتمليك بأسعار زهيدة ثم يعيد بيعها ويحقق مكاسب كبيرة من وراء ذلك. يكفي أن نعرف أنه في شمال غرب خليج السويس حصل علي أكثر من 12.4 مليون متر مربع منها 4.5 مليون متر كاملة المرافق والخدمات وبسعر أقل من دولار للمتر!! كما كان يعتمد علي ضخ استثمارات صغيرة وأصول يتم تقيمها بأكثر من قيمتها ، ثم يعتمد علي التمويل المصرفي بأضعاف مادفعه.
لذلك كان الحصول علي الأراضي بأسعار رمزية، والقروض المصرفية، والدعم الاقتصادي والسياسي هي الدعائم التي أسس عليها محمد أبو العينين دولته الفاسدة، واستباح عرق العمال مدعوماً بنظام فاسد يدعمه ويؤيد اعتدائه علي حقوق عماله منذ البداية وحتى الآن لم يتغير شئ.
حصل أبو العينين علي الأرض في شمال غرب خليج السويس ودفع 20% فقط من قيمتها المقدرة بنحو 62 مليون جنيه أي انه دفع 12.4 مليون جنيه ليحصل علي 12.4 مليون متر مربع علي ان يسدد باقي ثمن الأرض علي أربع أقساط سنوية تنتهي في عام 2002 ، ويتحمل غرامة تأخير 7% فقط عن كل سنة تأخير.
تأخر أبو العينين في السداد حتي عام 2006 وعندما كشف الجهاز المركزي للمحاسبات ذلك وطالب بسداد غرامة التأخير ، كان  أبو العينين قد باع جزء من الأرض مقابل 20 جنيه للمتر ليكسب 15 جنيه في كل متر.وصمتت الرأسمالية الفاسدة عن أبو العينين واحمد عز بينما تطارد المقترضين الصغار من الصندوق الاجتماعي وبنك التنمية والائتمان الزراعي، فهذه دولة النهب وفساد الكبار وسرقة حقوق الصغار.
ثم دار الحوار حول مدي أحقية شركة الدورادو في الإعفاء من غرامات التأخير المستحقة عليها والناجمة عن عدم سداد قيمة الأرض المخصصة لها بالمنطقة الاقتصادية لشمال غرب خليج السويس في المواعيد المحددة وهو ذات موضوع الدعوي رقم 3971 لسنة 51 قضائية التي أقامتها الشركة مختصمة فيها محافظة السويس أمام محكمة القضاء الإداري بالإسماعيلية وصدر فيها حكم بجلسة 16/9/2010 بقبول الدعوي شكلاً ورفضها موضوعاً وإلزام المدعي بصفته بالمصروفات ومائة جنيه أتعاب المحاماة. ( جريدة المساء 9 فبراير 2012)
كما طلب الجهاز المركزي للمحاسبات من إدارة فتوي رئاسة الجمهورية ابدأ الرأي في مدي جواز التنازل عن غرامات التأخير المستحقة علي الشركة المشار إليها والتي انتهت بفتواها إلي عدم جواز التنازل إلا أن محافظ السويس السابق اللواء سيف الدين جلال قد طلب من ذات الإدارة إعادة النظر في افتاءها السابق والتي انتهت إلي تأييد ذات الافتاء.
 هكذا تأسست هذه الإمبراطورية .
لم تتوقف كرامات أبو العينين فقط علي شمال غرب خليج السويس بل أمتدت لعدة مناطق أخري وفي ظل نفس منظومة الفساد. أمتد النشاط ليشمل الساحل الشمالي وشاطئ البحر الأحمر وينتقل من الصناعة إلي السياحة والعقار.
لكن بعد الثورة تمت بعض المحاولات لتصويب أوضاع شركات أبو العينين ، فقد أعلن منير فخري عبد النور وزير السياحة انه توصل لتسوية مع شركة كليوباترا جروب للتنمية المتكاملة والاستثمار السياحي حيث تم إعادة تسعير سعر المتر في الأرض بالمنطقة بواقع 5 دولارات للمتر المربع بدلا من دولار واحد بالساحل الشمالي لمساحة مليوني و159 ألف متر مربع حيث تم سداد 27% نقدا من فروق الأسعار وسيتم سداد الباقي على 7 أقساط سنوية تبدأ بعد السنة الثالثة من التخصيص الابتدائي وذلك وفقا لشروط السداد لهيئة التنمية السياحية.
 كما تمت التسوية مع شركة إلدورادو في ساحل البحر الأحمر حيث تم استرداد مساحة 125 مليون متر مربع والتنازل عن كل المبالغ التي تم سدادها تحت مسمى التخصيص الابتدائي للمساحة. هكذا 2 مليون متر في الساحل الشمالي لم يسدد سوي ربع قيمتها، و125 مليون متر في ساحل البحر الأحمر توقف استغلالهم بعد التوقف الجزئي لمنظومة الفساد التي كان تعتمد عليها شركات أبو العينين. ( جريدة الأهرام 4 مايو 2012)
عندما كان المصريون يبحثون عن أرض لبناء منزل لهم ولأبنائهم كانت دولة الفساد تمنح ملايين الأمتار لمافيا الفساد.هل سمعنا عن مشروع تم تمليكه لمصريين عاديين بسعر 6 جنيه للمتر وبالتقسيط كما حدث مع رجال الأعمال؟!!!
كما حصل أبو العينين علي خمسة آلاف فدان في منطقة سهل الطينة عام 2002 بسعر 300 جنيه للفدان الواحد وبتسهيلات كبري علي خمس سنوات وبقيمة إجمالية مليون ونصف المليون جنيه، في حين أن قيمتها الحقيقية تبلغ 500 مليون جنيه بواقع 100 ألف جنيه للفدان ولم تتم زراعة شجرة واحدة في الأرض التي حصل عليها، كما ينص عقد البيع رغم مرور 9 سنوات حتي الآن وهو ما يلزم رد الأرض إلي الدولة إلا انه تركها للتسقيع مثل باقي المساحات المخصصة.
حصل أبو العينين أيضا علي 1500 فدان في منطقة مرسي علم قام ببيع جزء كبير منها بقيمة 50 ألف جنيه للفدان بالإضافة إلي 20 كيلومترًا حصل عليها أيضا بالأمر المباشر من وزير الإسكان السابق محمد إبراهيم سليمان علي طريق مصر- السويس الصحراوي.
كانت جريدة البديل قد نشرت في 25 فبراير 2011 تحقيق حول استيلاء 10 أشخاص من نظام مبارك علي ارضي من الدولة بقيمة تريليون و 200 مليون جنيه، ومنهم محمد أبو العينين الذي حقق مكاسب تزيد علي 100 مليار جنيه من المتاجرة في أراضي الدولة.
كما كان محمد أبو العينين قد حصل علي قروض مصرفية بمليارات الجنيهات وعندما تعثر ولم يستطيع سدادها ، استغل مناخ الفساد وحصل علي قروض جديد وهو ما يريد التهرب من سداده بإعلانه عن تصفية الشركات.
اللعب مع الكبار
لم يتعود محمد أبو العينين علي مدي مسيرته العملية أن يعمل بشكل نظيف بلا فساد، فمصدر ثروته الرئيسي هو منظومة الفساد والمسئولين الفاسدين الذين سهلوا له الاستيلاء علي أراضي الدولة بأسعار زهيدة والحصول علي قروض مصرفية بالمليارات .ومنحه فرص واسعة حولته من إنتاج السيراميك إلي العقار والسياحة والزراعة والتعدين والإعلام.
عندما وجد أبو العينين أنه أصبح تحت المجهر وبدأت مسائلته عن الأراضي التي تسلمها ولم يسدد ثمنها، والقروض التي لا يسدد أقساطها، وبعد أن نزح ثروات مصر للخارج، وحانت ساعة الحساب قرر الهروب كعادة أمثاله.
لقد أبرم عمال شركة سيراميكا كيلوباترا اتفاق عمل جماعي مع محمد أبو العينين نتيجة نضال عمال الشركة ومطالبتهم بحقوقهم المنهوبة ، وعندما تراجع عن اتفاقه أصدر النائب العام قرار بمنعه من السفر . فلم يتعود أمثال أبو العينين علي أداء حق الدولة وحقوق العمال وتعود العمل في بيئة فاسدة يحميه أسياده الفاسدين والمقيمين الآن في سجن مزرعة طرة.
لكن لنتابع مسلسل اللعب مع الكبار ، فقد اصدر النائب العام قراره في 5 يوليو ، وفي 14 يوليو كشفت صحيفة أخبار اليوم عبر أحد كتابها وهو الكاتب "محمود سالم"عن مستند خطير يكشف حصول رجل الأعمال "محمد أبوالعينين" على بطاقة لجوء سياسي دولية. وهي بطاقة عالمية للجوء السياسي باسم محمد أبوالعينين وتبدأ مدة البطاقة من يوم 5 يوليو 2012 وتنتهى 5 يوليو 2020 بمعنى أنها تستمر 8 سنوات كاملة ورقم جواز سفره 348271 ويضم 30 صفحة.أي أنه حصل علي هذه البطاقة في نفس يوم صدور قرار النائب العام.
يوم 7 يوليو نفى أحمد نديم، المتحدث الرسمي باسم رجل الأعمال محمد أبوالعينين،  البيان الذي تم بثه منسوبا لمجموعة كليوباترا حول نية رجل الأعمال بيع استثماراته في مصر. وأكد نديم أن "هذا الكلام غير صحيح بالمرة"، نافيا صلة أبوالعينين بالبيان.
أمس 18 يوليو قرر مجلس إدارة مجموعة كليوباترا الموافقة بالإجماع على تصفية الشركات ودعوة الجمعية العمومية غير العادية لعرض قرارات مجلس الإدارة عليها وتحديد المصفى.
اتهمت الشركة في بيان وزعته بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية ضد المتسببين “أعضاء النقابة” في الخسائر التي لحقت بالشركات وتحميلهم مسئولية التلفيات والخسائر التي يسفر عنها الجرد وتفويض المكتب المصري للمحاماة والاستشارات القانونية لاتخاذ كافة الإجراءات القانونية. وقد ضم اجتماع مجلس إدارة المجموعة كلاً من شركة سيراميكا فانسي وكليوباترا للأسمنت “جالاريا” وشركة سيراميكا كليوباترا جروب وشركة الدورادو لصناعة السيراميك والأدوات المنزلية، وأوصى الاجتماع بعدم التزام الشركات بأية مبالغ مالية مقررة بالاتفاقيات والقرارات التي تم توقيعها خلال الفترة الماضية من قبل رئيس مجلس الإدارة تحت الضغط والإكراه، وانتظار أحكام القضاء، وإلزام أفراد الأمن والأمن الصناعي بالتواجد والحفاظ على المصانع، وألا يسمح بتواجد أي من العمال المفصولين داخل المصنع.
كانت محكمة جنايات الإسكندرية قد أجلت نظر التحفظ على أموال رجل الأعمال محمد أبو العينين للأربعاء المقبل، وتنظر هيئة المحكمة برئاسة القاضي عبدالمطلب نصر، وعضوية طارق إسماعيل، وأحمد عبد الحميد، القضية المتهم بها رجل الأعمال، والمتعلقة بقرار النائب العام بالتحفظ على ممتلكات "أبو العينين" بتهمة التربح والإضرار العمدي بالمال العام ومخالفة قوانين البناء. ترتبط تلك الاتهامات ببرج سكني وإداري لرجل الأعمال خالف القواعد، ولم يحصل على تصريح من هيئة الطيران المدني لتجاوز ارتفاع المبنى 63 مترا، وقد حصل على ترخيص من محافظ الإسكندرية الأسبق اللواء عبد السلام المحجوب، والذي استجوبته النيابة حول القضية في وقت سابق الأسبوع الماضي، وكذلك المحافظ السابق اللواء عادل لبيب. فهل عمال سيراميكا السويس وراء ارتفاع برج أبو العينين ومخالفاته ؟!
هل عمال سيراميكا السويس مسئولين عن عدم سداد قيمة أراضي البحر الأحمر والساحل الشمالي التي حصلت عليها المجموعة ؟!
هل عمال سيراميكا السويس مسئولين عن تعثر أبو العينين في سداد أقساط وفوائد الديون المتأخرة؟!
إن أمثال أبو العينين لا يستطيعون العمل في بيئة أعمال نظيفة لأن كل خبرتهم بنيت علي الفساد، وهو يريد التمتع بكل مميزات التصفية، فيأكل حق الدولة وحق البنوك وحقوق العمال في خطوة واحدة.أنه يريد أن يساوم الحكومة بحقوق العمال.
معروف أن أبو العينين يمتلك طائرتين واحدة من طراز جلف سترين 550 وتسع 12 راكبا يصل سعرها إلي حوالي 4 ملايين دولار وأخري من طراز هوجو فايف، ويتميز أبو العينين عن غيره من رجال الأعمال خاصة انه الوحيد الذي يمتلك رخصة طيران ويقود طائرته بنفسه ويعامل معاملة الطاقم الطائر في المطارات ولا يتم تحصيل أي رسوم منه كراكب.
إن محاولات أبو العينين لتعليق تصفية بعض أنشطته لا يجب تعليقها في أعناق عمال سيراميكا السويس ، بل يجب أن نربطها بحصوله علي بطاقة اللجوء السياسي ، وسحب أراضي الساحل منه ، ومحاكمته علي مخالفات البناء في الإسكندرية ، ومطالبته بسداد غرامات التأخير وفوائد وأقساط القروض التي حصل عليها بالفساد.
وإذا كان عمال سيراميكا كيلوباترا قد تحملوا مسئولية دق نواقيس الخطر حول مخالفات أبو العينين وشركاته ، فإن نهب ثروات مصر وتبديدها وحقوق عمال شركاته هي مهمة كل المصريين الذين سيمضون في طريقهم حتى يأخذ العدل مجراه ، ويلتحق أبو العينين بشركائه في سجن المزرعة.

إلهامي الميرغني
19/7/2012

ليست هناك تعليقات: